ريمون شاكر- ترسيم وتكليف

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 19, 2020

كتب الباحث والكاتب السياسي ‏ومختار جديدة المتن ريمون شاكر:

ترسيم وتكليف

إختلفَ الحلفاء على وفد مفاوضات ترسيم الحدود، فشكّّكوا برئيس الجمهورية، واختلفوا على التكليف قبل أن يبدأ التأليف، فتأجّلت الإستشارات في إنتظار ميثاقية، وتوافُق، وتَصالُح، ومُراعاة خواطر، وتَحاصُص فاضِح، بدأت تتظهّر تباشيره باتفاق رُباعي لا يُراعي مبادئ وأهداف "المبادرة الفرنسية"، ولا يعطي ثقة للناس والمجتمع الدولي، لِنعود إلى حكومة "حسان دياب" ثانية.. في الوقت الذي يقِف اللبناني ذليلاً أمامَ السفارات يستجدي فيزا، وأمام المصارف يبكي وديعته وجنى عمره، وأمام محطّات الوقود يستعطي تنكة بنزين، وأمام الصيدليات يشحد دواءه...
بربِِّكُم، قولوا لنا يا أهل السلطة، ماذا تنفَع مفاوضاتكُم واستشاراتكُم ومحاصصاتكُم، فيما شعبكُم يجوع ويمرض ويعيش الذلّ وتُمتهَن كرامته كلّ يوم...
نقول لكم بالفم الملآن: أنتم أحقر الناس وأفشل الحُكّام وأسوأ الزعماء. "إذهبوا إلى جهنّم". وبالإنكليزية:
" GO TO HELL"
..................................
#ثورة ١٧ تشرين

طالما هناك فُقر وجوع وبطالة وقَمع وظُلم وظُلمَة وتلوّث ونفايات في الشوارع.. الثورة باقية.
وطالما هناك سلاح غير شرعي، وسيادة منقوصَة، وقضاء مُسيَّس، وعدم مُحاسبة للفاسدين وناهِبي المال العام وسارقي أموال المودِعين وجنى عمرهُم... الثورة لن تموت.
أمّا الزعران الذين تسلّلوا إلى الثورة واعتدوا على الأملاك الخاصة والعامة، وشوّهوا وجهها الحضاريّ وأهدافها النبيلة.. فهؤلاء هُم الأموات.
الثورة هي خيارنا الوحيد، وأملنا الوحيد، وهي تفرض علينا رصّ الصفوف، وتوحيد الثوار، والتخلّي عن الأنا، وتحديد قيادة واحدة ورؤية واضحة لمستقبل لبنان.
لقد فقدَت الثورة 5 شهداء و 5 عيون، وسالَت دماء، وتكسّرَت عِظام، وأُهينَت كرامات.. ولكنها بقيت صامِدَة وشامِخَة، وستستمِرّ بقوّة وشجاعة حتى إقتلاع هذه الطغمة الفاسِدة والفاشِلة التي نهبَت البلد وأفقرَت شعبه، وهدّمت الوطن وأفلسته وأعادته إلى القرون الوسطى.
..................................
حكمة الأسبوع

نعم، الثورة تولد من رحم الأحزان..
تدخُل إلى القلوب والنفوس فتُشعِلها، ولا تهدأ ولا تستكين، طالما هناك فُقر وقَهر وظُلم.