خاص- بعد هدف الحريري في مرمى عون.. هكذا سيقلب الرئيس الطاولة! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 20, 2020

خاص - بولا اسطيح
الكلمة اونلاين

يتجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مكرها لاتمام استشارات التكليف يوم الخميس، والتي اجلها اسبوعا كاملا لاسباب شتى، وان كانت نتيجتها لا تزال محسومة لصالح رئيس "المستقبل" سعد الحريري. فعملية التأجيل استخدمها أخصام عون ببراعة في تصويره معطلا للاستحقاق لتحقيق مصالح شخصية وحزبية ضيقة. وبالرغم من المساعي التي بذلها "القصر" لتظهير ما يحصل، لجهة توافق الاحزاب والكتل على تسمية الحريري متخطين الكتلتين المسيحيتين الاكبر اي "لبنان القوي" و"الجمهورية القوية"، على انه غير ميثاقي، الا ان هذه المحاولات باءت بالفشل بعدما لم تتناغم معها حتى الكتلتين المعنيتين، ما سيضطر عون تحت الضغوط الداخلية والخارجية على حد سواء، لاتمام الاستشارات في موعدها الجديد.

ويخشى عون ان يؤدي تكليف الحريري لتكبيل ما تبقى من عهده فاذا تعذرت عملية التشكيل، يمكن لرئيس "المستقبل" ان يبقى ممسكا بورقة تكليفه الى ابد الآبدين باعتبار ان الدستور لا يلزمه بمهلة معينة للتأليف تماما كما لا يلزم رئيس الجمهورية بمهلة معينة لاتمام الاستشارات. لا بل اكثر من ذلك، فانه وفي حال لم يتفق عون والحريري على تشكيلة معينة يمكن للاخير ان يقدم تشكيلة امر واقع ستؤدي لعملية احراج جديدة لرئيس الجمهورية باعتباره قد يجد نفسه مجددا تحت ضغوط شتى تدفعه للتوقيع على ان يقول المجلس النيابي كلمته باعطائها الثقة او حجبها عنها، لكن عندها سيكون الاوان قد فات وستتحول تشكيلة الحريري حتى ولو لم تنل الثقة الى حكومة تصريف اعمال تستلم الدفة وتسير ما تبقى البلد الذي بات اشبه بسفينة متداعية في الاتجاهات التي تريد.

الا ان عون يبدو حاسما لجهة ان سيره بالاستشارات وخسارته وباسيل جولة اولى بوجه الحريري لا يعني الاستسلام وخسارة كل الجولات المقبلة، اذ يمسك حاليا بقوة بصلاحيته الدستورية التي تربط انتقال اي تشكيلة حكومية سيعدها الحريري الى البرلمان بتوقيعه عليها، مؤكدا عدم استعداده لتقديم اي تنازلات في هذا المجال لان اي قرار غير محسوب في هذا الاتجاه سيبدو وكأنه عملية انتحار. وعليه يستطيع قلب الطاولة على الحريري عند التشكيل ..

وبالرغم من ان اندفاعة الفرقاء الاساسيين، باستثناء التيار والقوات، لتسمية الحريري او اقله الدفع باتجاهها، يوحي بتفاهم معه على ملامح الحكومة المقبلة وحصتها فيها، الا ان المعلومات تشير الى تفاهمات عامة لم تلحظ التفاصيل. وفي هذا المجال تقول مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان حزب الله ليس متحمسا كثيرا لتكليف الحريري قبل الاتفاق على اساسيات المرحلة المقبلة، سواء ما هو مرتبط بشكل الحكومة ووظيفتها كما بالخطة الاقتصادية التي ستعتمد، لافتة في حديث ل"الكلمة اونلاين" الى ان الحزب يسير خلف رئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا الملف، المتحمس الاول لعودة الحريري الى السراي. وتضيف المصادر:"ولعل ما يجعل الحزب مطمئنا هو قدرة بري الكبيرة على التأثير على الحريري، وان كان هذا لم يحصل خلال تجربة تكليف مصطفى اديب، فلأن التنازلات التي سيقدمها الحريري لترؤس الحكومة لن تكون نفسها لتعبيد الطريق لشخصية اخرى للحلول مكانه".

ولا شك ان الجولة الثانية من المواجهة التي سيخوضها رئيس "المستقبل" لتشكيل حكومته ستكون اصعب بألف مرة من جولة التكليف، خاصة وانه سيكون عليه التوفيق بين ما تتضمنه المبادرة الفرنسية وبخاصة لجهة حديثها عن وزراء اخصائيين وبين مطالب الكتل التي تصر على تسمية وزرائها. وهنا توضح المصادر ان "المبادرة لم تتحدث عن الطرف الذي يتوجب ان يسمي هؤلاء الوزراء وبالتالي ان يقدم كل فريق على تسمية اخصائيين يرتاح لهم، لن يؤدي لنسف المبادرة".

وتبدو قيادة "التيار الوطني الحر" حاسمة لجهة قرارها عدم تسمية الحريري. وتقول مصادر قريبة منها ان الامر لا رجوع عنه تماما كقرار عدم المشاركة في حكومة اخصائيين يرأسها الحريري، الا اذا تقرر تشكيل حكومة سياسية او تكنوسياسية، فعندها لكل حادث حديث".

اما عن محاولات حصار وعزل "التيار" والعهد من خلال تحالف خماسي ما، تختم المصادر قائلة":"نحن أقوياء بما فيه الكفاية كي لا يتمكن احد من عزلنا، كما اننا شرفاء كفاية كي لا نقبل بعزل اي طرف".


الكلمة اونلاين