أزيحت الستارة عن النصب التذكاري للفنان الكبير فيليمون وهبه، بمبادرة من الفنانة ماري سليمان وبالتعاون مع بلدية كفرشيما، في ساحة المحطة شارع فيليمون وهبه، في خطوة مميزة لتكريم عظماء البلدة.
بعد النشيد الوطني، ألقى رئيس البلدية كلمة قال فيها: "فيليمون وهبه بعد غياب، صورة لا تغيب. ننحني أمام ذكراك، كما تنحني سنابل القمح الملأى. فأي قول يبقى أقصر من قامتك الباسقة ومن سحر لحنك الذي يخترق العظم. فأمثالك لا يمكن القول معهم أنهم رحلوا. هؤلاء يقال فيهم: إن الإنسان يعيش بما بعده".
وختم: "بلدية كفرشيما التي رحبت بفكرة الفنانة ماري سليمان ومبادرتها لتقديم تمثال نصفي للفنان الكبير وشيخ الملحنين فيليمون وهبه في ساحة شارع فيليمون وهبه، حيث نشأ وأقام، جهزت المكان ليليق بالمكرم الكبير. تشكر البلدية الفنانة ماري سليمان وكل من ساهم بإنجاز هذا العمل، معتبرة أن هذه الخطوة من بين الخطوات التي أخذتها البلدية على عاتقها لتكريم فنانيها وعظمائها، ووضعت لوحة على التمثال كتب عليها شيخ الملحنين فيليمون وهبه 1916- 1985. وكتب على لوحة ثانية: غنيتك... صرت أحلى ماري سليمان".
وأكد نجل الراحل سعيد وهبه أن والده "كان يحب لبنان كثيرا، كما كان يحب ضيعته كفرشيما التي نشأ وترعرع فيها حبا جما، وعندما وقعت الحرب وتهجر منها وقع بحزن شديد، وعلى الرغم من ذلك بقي يزرع الفرح ويخلق جوا مرحا عند الجميع، وهو تكرم في حياته كثيرا ومن أكبر التكريمات له كانت تسمية هذا الشارع باسمه. واليوم يثبت تكريمه أكثر فأكثر من خلال هذا التمثال". وشكر "كل من سعى ليتحقق هذا العمل التقديري وخصوصا الفنانة الكبيرة ماري سليمان التي نعلم جميعا تقديرها واحترامها لفيليمون وهبه وللفن ولكفرشيما بشكل خاص، وأشكر رئيس البلدية وسيم الرجي والنحات روجيه سمعان وكل من ساهم في إنجاح العمل".
وكانت لسليمان كلمة قالت فيها: "لا يمكننا أن ننسى هويتنا في أي من الظروف التي تواجهنا، ولا سيما أن الإنسان لا يموت فقط بالجسد بل يموت عندما تمحى ثقافته، لهذا أصررنا على أن تزاح الستارة في هذا الوقت عن نصب العملاق فيليمون وهبه".
وتابعت: "هذا التمثال خطوة صغيرة لرد الجميل للراحل الكبير الذي أعطى للبنان وللفن اللبناني وللأغنية اللبنانية ألحانا خالدة. وأود توجيه رسالة شكر له أقول فيها: تمثالك مشغول بقلوب، قلوب كل الذين يحبونك. أشكر أيضا الفنان روجيه سمعان الذي نحت النصب وهو عبارة عن تمثال نصفي داخل بركة مياه، يتدفق فيها شلال من الخلف لتمر هذه المياه بقلب التمثال وتدور في البركة والشكر لهندسة روي داغر وجاد المر".
محطات وفيليمون وهبه ملحن ومونولوجيست كوميدي ولد في كفرشيما، تعلم في كلية الشويفات، درس الموسيقى مع اأستاذ سليم الحلو، ثم بدأ بالتلحين في عمر مبكر، وتمكن من موهبته في الأربعينات فغدا الشاعر والفنان والكاتب والممثل، واشتهر بدور "سبع ومخول". شارك في مهرجانات عديدة وأعمال مسرحية فاقت الخمسين أبرزها: جسر القمر، قصيدة حب، البعلبكية، جبال الصوان وفخر الدين.
كانت له ألف تمثيلية إذاعية، ولحن أكثر من 500 أغنية وأبدع بالأغنية اللبنانية وقدم ألحانا لعدد كبير من المطربين الكبار، وغنت فيروز من ألحانه أكثر من 25 أغنية.
من ألحانه: يا امي دولبني الهوى، عبدو عبيد، عالبساطة، عالطاحونة، أنا خوفي من عتم الليل، يا دارة دوري، يا مرسال المراسيل، فايق يا هوى، كرم العلالي، من عز النوم، طيري يا طيارة، على جسر اللوزية، البواب، ورقو الأصفر، لما عالباب، يا ريت منن، زهرة الجنوب، أسوارة العروس، طلعلي البكي، بليل وشتي، يا راعي، سوا ربينا، جايبلي سلام، سنفرلو ع السنفريان".
