خاص ــ القوات والمستقبل: حلف انتهى الى غير رجعة؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 13, 2020

خاص - الياس الشدياق

الكلمة اونلاين

وسط المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري يوم الخميس الماضي عبر شاشة الـ "MTV" والتي بدأ بالبحث بها، اليوم الإثنين، مع لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، والرئيس نبيه برّي في عين التينة، يبقى لوقع هجومه الحاد على حزب "القوات اللبنانية" أثراً في الجو السياسي العام وما ستؤول اليه الأمور في الفترة المقبلة بين فريقين سياسيين لطالما وقفا جنباً الى جنب في الاستحقاقات السياسية الكبرى.
منذ المبادرة التي أوصلت الرئيس عون الى قصر بعبدا، مروراً بالاحتجاجات الشعبية في 17 تشرين الأول الماضي، وصولاً الى استقالة الرئيس الحريري من رئاسة الحكومة ورفض "القوات" تسميته مرة جديدة لتشكيل حكومة جديدة، لم تعد العلاقة بين القوات اللبنانية تيار المستقبل كما كانت عليه في السابق.
التباعد أصبح سيد الموقف في كل الاستحقاقات، وهذا ما أظهره الحريري في مقابلته التلفزيونية حيث بدا وكأنه يغرد بعيداً جداً عن حلفائه "التقليديين" مع تماهي كبير بالموقف مع الثنائي الشيعي من خلال الإصرار على مبادرته السابقة بإبقاء حقيبة المالية مع الطائفة الشيعية.
من الناحية القواتية، لا يزال الموقف على حاله لجهة العلاقة مع تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، حيث اشارت أوساط معراب لموقع "الكلمة أونلاين" الى أن كلام الرئيس الحريري يوم الخميس الماضي انتهى عند رد الدائرة الإعلامية في الحزب ببيان مُفصّل.
وعن إعادة بناء العلاقة بين الثنائي "جعجع-الحريري"، اكدت مصادر معراب أن الأولوية في الوقت الراهن هي للأمور المعيشية اليومية وسُبل الوصول الى حلول للخروج من الأزمة الاقتصادية والانهيار الذي شارف عليه البلد، والقضية أكبر من علاقة بين فريقين سياسيين، مستبعدة أن يكون هناك أي حديث عن مبادرة قريبة من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأشارت مصادر "القوات" الى أن أي نظرة لأي علاقة مع الحريري لا يجب اسنادها الى علاقة سابقة، بمعنى انه لا يجب النظر الى العلاقة بين "القوات" و"المستقبل" الى ما كانت عليه في 14 اذار، فهذا الإطار التنظيمي لم يعد قائماً، وبالتالي مقاربة أي علاقة يجب أن تُقاس بحسب الملفات السياسية المطروحة.
ولفتت المصادر الى أن شريحة واسعة من اللبنانيين تقع في خطأ تحديد طبيعة العلاقة مع الرئيس الحريري باعتبار أنه يجب أن تعود انطلاقاً من "س-س" التاريخية بين سمير جعجع وسعد الحريري، ولكن اليوم وبحسب المصادر هناك وقائع سياسية جديدة، والاساس هنا أنه على كل حزب ان يحدد خياراته ويتلاقى مع حزب اخر على أساس القضية المطروحة فقط، ضمن إطار احترام اراء بعضهم البعض وإدارة الخلافات بالشكل المطلوب.
وعلى وقع هذا الكلام، يتجه حزب القوات اللبنانية وتكتل "الجمهورية القوية" الى عدم تسمية الرئيس الحريري مجدداً يوم الخميس المقبل في الاستشارات النيابية الملزمة، على أن يتم تحديد اسم مرشح الحزب في اجتماع التكتل يوم الأربعاء المقبل في اجتماع التكتل.
في وقت يُغرد فيه حزب "القوات" وحيداً من دون حلفاء في ظل التباعد الكبير مع الرئيس الحريري، يمكن طرح الكثير من الأسئلة للمرحلة المقبلة، فإلى متى سيبقى الحليفين القديمين كلٌ على موقفه، وكيف ستتم معالجة القضايا الوطنية المطروحة من ترسيم الحدود مع إسرائيل الى شكل الحكومة المقبلة، والانتخابات النيابية وصولاً الى الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء عهد الرئيس عون.


Alkalima Online