خاص ــ الحريري يحرج الجميع: أنا بشروطي أو العقوبات والانهيار! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 10, 2020

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

لا يشبه سعد الحريري في مقابلته التلفزيونية يوم أمس بشيء سعد الحريري في آخر مقابلة له قبل عامين. فالزعيم السني الشاب الذي لطالما اشتهر ببشاشة وجهه وقربه من الناس لحد كان لا يتردد بأخذ المبادرة لالتقاط صور السلفي مع كل من يطلب منه ذلك او حتى من يوحي له انه راغب بذلك انما خجول، بدا بالامس كمن تملك به وبملامحه الحزن والكآبة لحد الاستسلام. هو الذي اعتاده المشاهد ضاحكا ومبتسما في عز الازمات خلال مقابلاته، لم يبتسم الا مرة واحدة خلف الكواليس!انه سعد الحريري جديد، قالها محاوره مارسيل غانم، بعد سؤاله عن سبب نحافته المفرطة.. اصلا الحريري نفسه الذي اصر على ترك نافذة التفاؤل مفتوحة طوال المقابلة، رد نحافته الى الحزن على بلد كرر مرار وتكرارا انه في خضم الانهيار وقالها اكثر من مرة ان انقاذه لا يزال ممكنا.
 ضربة على الحافر واخرى على المسمار وجهها الحريري لكل الفرقاء، حلفاء سابقين واخصام.. صعد بوجههم جميعا وبنفس الوقت لم ينسف طرق التلاقي معهم. فهو وان كان يدرك انه يسير على طريق تكليف جديد مسلحا بعدم امتلاك باقي الفرقاء احتمالات اخرى وبكونه الى حد كبير خشبة الخلاص الاخيرة للبلد بعد ربط المجتمعين العربي والدولي اي مساعدة للبنان بتنفيذ المبادرة الفرنسية التي اكد الحريري مرارا تمسكه بكل حرف فيها، لا بل ذهابه ابعد من ذلك بوضع شرط اعادة اعلان القوى المختلفة تمسكهم بها لخوض غمار التكليف مجددا، الا انه لم يسقط من حساباته انه يسير في هذا الطريق شبه وحيد، وللمفارقة بدفع حصري من "الثنائي الشيعي".
لا شك ان الحريري وفريق عمله درسوا جيدا المعطيات قبل خروجه لاعلان استعداده استلام مهمة التشكيل بعدما كان قد اعتذر عنها منذ تشرين الاول الماضي..المعطى الابرز الجديد، بحسب المعلومات، "قبة باط" اميركية- سعودية لا تعني دعما مفتوحا له، لكن اقله عدم محاولة لحصاره او عرقلة مهمته، شرط تمسكه بتشكيل حكومة اخصائيين لا يكون فيها اي تمثيل يذكر لحزب الله.
قد يكون الحريري الذي اعلن عدم تراجعه عن منح حقيبة المالية لشخصية شيعية قادر على تدوير الزوايا فيلبي الطلبات الاميركية- السعودية كما طلبات "الثنائي" معا خاصة مع اصرار الاخير على انجاح مهمته لاقتناعه ان فشله سيعني المجهول بكل مخاطره وابرزها الحرب الاهلية التي حذر منها زعيم "المستقبل". ويعول الاخير على ليونة الحزب الذي يعتقد ان العقوبات فعلت فعلها معه كما مع حليفه الرئيس بري، معتبرا ان كل مازقد يقدمانه حكوميا سيكون بسيطا امام ما قدماه بموافقتهما على السير بالمسار التفاوضي مع اسرائيل.
على كل حال. ثابتتان ينطلق منهما حزب الله لمقاربة الترشيح الجديد للحريري، بحسب مصادر قريبة منه، استعداده للتعاون مع كل ما من شأنه وضع حد للفراغ السياسي المتمكن بالبلد خاصة ونحن على ابواب مفاوضات مع اسرائيل تستدعي وجود حكومة قوية وفاعلة ووزراء خارجية ودفاع وعدل على مستوى التحدي المقبل. اما الثابتة الثانية، فرفضه فرض حكومة معادية له وبخاصة فرض الوزراء الشيعة من دون اخذ رأي "الثنائي" بهما كما حصل خلال تجربة الرئيس المكلف سابقا مصطفى اديب.
وبالرغم من اعراب حزب الله تكرارا تفضيله حكومة تكنوسياسية على حكومة الاخصائيين، الا انه وبحسب المصادر لن يعرقل اي توجه آخر خاصة واذا كانت الحكومة المنوي تشكيلها شبيهة بحكومة حسان دياب.
واذا كان طريق الحريري سالكا بحذر في منطقة "الثنائي"، فهو يبدو محفوفا بالكثير من المطبات مسيحيا، فحتى الساعة ترشيحه لا يحظى بغطاء مسيحي في ظل عدم حماسة الرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر" لعودته بشروطه وبخاصة مترئسا حكومة اخصائيين، وفي ظل رفض قواتي خاصة بعد كل ما طال "القوات" ورئيسها من نيران حريرية خلال المقابلة الاخيرة. اما درزيا، فيعتقد الحريري ان رئيس "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورغم الاتصال الهاتفي الاخير بينهما غير الودي، لن يقف في طريق المبادرة الفرنسية لا بل سيساعده على تنفيذها.
بالمحصلة، يبدو الحريري قريبا الى رئاسة الحكومة مجددا بقدر بعده عنها، اذ تقول مصادر معنية بالحراك الحكومي ان حظوظ نجاحه حاليا ٥٠ بالمئة على ان يتضح المشهد العام خلال عطلة الاسبوع مع تبلور مواقف الكتل من ترشيحه الجديد المشروط.


Alkalima Online