خاص- لائحة سوداء للحزب تضم بعاصيري ... وسيناريو وحيد يحقق معجزة تشكيل الحكومة! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 5, 2020

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

شهد الملف الحكومي نهاية الاسبوع حراكا خجولا وان كان لم يفض وكما كان متوقعا لاي خروقات اساسية تؤدي لاخراجه من عنق الزجاجة. وفيما تتجه الانظار للقاء المفترض ان يعقده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري في طريقهما الى الكويت، تستبعد مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان يفضي الى نتائج حاسمة، خاصة وبعدما استعر مجددا الكباش الاميركي-الفرنسي في الساحة اللبنانية وبخاصة بعد نجاح واشنطن بفرض رغبتها وشروطها بملف ترسيم الحدود واضطرار باريس لاعادة النظر بمبادرتها بعد تلقيها ضربة شبه قاضية باعتذار مصطفى اديب. وتشير المصادر في حديث ل"الكلمة اونلاين" الى ان "طرح اسم النائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري، سواء تم من الفرنسيين او الاميركيين انما يهدف لجس نبض حزب الله، علما انه وبحسب المعلومات فان الحزب لا يمكن ان يسير به وهو لا يزال يرفع الفيتو بوجهه ويعتبره وديعة اميركية".
وتقول مصادر مطلعة على اجواء الحزب أن "بعاصيري احد الاسماء ال٥ التي تم التداول بها في الفترة الماضية لرئاسة الحكومة ويضعها الحزب على اللائحة السوداء، خاصة وان نائب الحاكم السابق هو احد ابرز الشخصيات التي تخوض بها واشنطن مواجهتها المالية ضد حزب الله". وتضيف:"حتى ولو كلف بعاصيري مقابل ان يكون للحزب ١٤ وزيرا في الحكومة فذلك لن يرضيه".
وفيما تتحدث المصادر المطلعة عن محاولة الفرنسيين رشوة الاميركيين بطرح بعاصيري للحصول على حد ادنى من دعم لمبادرتهم التي اعيد النظر بآلياتها التنفيذية، لا تستبعد في حال قررت ايران تلبية مطلب باريس بتسهيل المهمة الحكومية مقابل حصولها على مكاسب في ملفات اخرى ان يضطر حزب الله ان يسير على مضض ببعاصيري او غيره فيتم توكيل بري باقناع الحزب به، وتساءلت المصادر:" الم يسر على مضض وبأكثر المراحل حراجة بملف التفاوض مع اسرائيل لترسيم الحدود؟!"
ويبدو واضحا ان رئيس الجمهورية بات يدفع مجددا وبوضوح باتجاه حكومة تكنوسياسية على ان تكون الشخصية التي ترأس الحكومة سياسية لا كدياب وأديب. وتقول المصادر ان "لبنان مقبل على مفاوضات شاقة لترسيم الحدود وبالتالي تحصين الحكومة امر اساسي للتمكن من مواجهة الشروط والنيران الاسرائيلية ، فاذا لم تكن تحظى بغطاء سياسي يمدها بالقوة والقدرة فهي ستكون اشبه بحكومة عارية لا يمكن ان تجاري المرحلة المقبلة".
وبالرغم من عدم استبعاد الدعوة لاستشارات نيابية نهاية الاسبوع المقبل في حال التماس حلحلة معينة خلال الطريق الى الكويت ومنها، الا ان قرار عون و"الثنائي الشيعي" بوجوب اقتران الاتفاق على التكليف بالاتفاق على التشكيل، يجعل بت الملف الحكومي ككل خلال ايام امرا غير وارد خاصة بعدما بات واضحا ان الموضوع خرج من ايدي اللبنانيين وانه تم تدويل الازمة اللبنانية وبات جليا ان اي اسم سواء لرئيس مكلف او وزير بات يفترض ان يحظى بموافقة ثلاثية فرنسية اميركية
ايرانية مشتركة ما يجعل حسم الملف خلال ايام مهمة شبه مستحيلة.
بالمحصلة، يبدو ان الاسابيع القليلة المقبلة ستلحظ الكثير من التداول بالاسماء والافكار والطروحات من دون ان يعني ذلك وجود قرار بتشكيل الحكومة، فلا فريق سواء داخلي او خارجي بصدد تقديم اي تنازل يذكر قبل الانتخابات الاميركية التي باتت قاب قوسين او ادنى. ويبقى هناك احتمال وحيد قادر على قلب المشهد الحالي الا وهو ان يكون هناك اتفاق كبير غير معلن يربط ملف التشكيل بترسيم الحدود، فيتم عندها الاعلان فجأة عن تشكيلة جاهزة برئيسها وأعضائها لا يكون على المسؤولين اللبنانيين الا البصم عليها!