خاص- رسالة إلى وزير التربية... من يحمي الأطفال من عفويتهم؟! ... هلا الترك

  • شارك هذا الخبر
Friday, September 25, 2020


هلا الترك


خاص موقع الكلمة أونلاين


 


شارف العام الدراسي على البدء، العام الذي لم يرحب به أحداً.. فبعيداً عن الأجواء الروتينية العادية التي يطالب فيها الطالب بتمديد العطلة الصيفية فيما يهللّ الأهالي ببدء العام الدراسي.. إنقلبت الآية ليصبح الأهل خائفين على أولادهم من عفويتهم خلال الإختلاط ضمن العام الدراسي.


 


لا شك أننا يجب أن نتأقلم مع الوباء، وهذا ما قامت به دول عدة حول العالم، ولكننا يجب ألا ننسى أننا لا يمكننا مقارنة قدراتنا لا المادية ولا التكنولوجية بهذه الدول.. وبالتالي لا يزال خبر بدء العام الدراسي بالنسبة للأهالي خبر يصعُب "هضمه".


 


وهنا نخصّ بالذكر أهالي الأطفال وليس أهالي طلاب المرحلة الثانوية الذين يتمتعون بقدر من الوعي والإدراك لتحمّل مسؤولية حضور صفوف دراسية آخذين بعين الإعتبار كل الإحتياطات اللازمة لمكافحة وباء الكورونا. أما الأطفال، والذين بالمناسبة وللتذكير لن يتقدموا بإمتحانات رسمية أو مصيرية، كيف لنا أن نتحكم بعفويتهم حضرة الوزير؟ 


وكيف لنا أن نضع على عاتق الأساتذة كل هذه المسؤولية لمتابعة كل حركة يقوم بها الطفل، من معانقة لصديقه في الصف بعد عطلة طويلة او حتى بإلتزامهم بوضع الكمامة خلال الدوام الدراسي بأكمله، وتعقييم اليديين بشكل مستمر، دون أن ننسى أن الأطفال في هذا المرحلة يعيشون "سن الإكتشاف" من خلال اللعب، اللمس والتذوق ولا يمكننا تقييد حركاتهم بتعليمات معممة..


 


المسؤولية كبيرة على جميع الجهات ة: الوزارة التي تعتبر أن خيار بدء العام الدراسي أمر واقع لا مفر منه، وتحاول أن تقسّم الطلاب إلى مجموعات بهدف محاولة "تقليل نسبة الضرر"، ولكن الضرر لا يزال قائماً، ومن خلال الحركات العفوية الطفولية قد ينتقل الوباء للمجتمع كله بوتيرة أسرع.. أما الأساتذة وهم في دور المحكوم عليه، فيتوجب عليهم حماية أنفسهم أولاً ومراقبة حركة كل طفل بشكل متواصل في الصف، الحمامات، الملعب، الكافتيريا وأي زاوية من زوايا المدرسة، مع التركيز على إعطاء الدروس في النهاية. وأخيراً، يأتي دور الأهل، دور المجبور الذي عليه قبل أي جهة آخرى أن يحاول قدر المستطاع زرع مفاهيم السلامة العامة وضرورة إتخاذ الإحتياطات اللازمة لمكافحة الوباء.. مع العلم أن جميع الأطفال اليوم باتوا يعلمون بضرورة غسل اليديين على الأقل ولكن هل فعلاً تسمح لهم طفولتهم بالتطبيق المسؤول؟ 


 


سؤال برسم المعنيين..

Hala Turk