خاص- هكذا تلقف عون كرة النار فتنفس "الثنائي" الصعداء! ... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, September 25, 2020

خاص موقع الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

كان اللبنانيون يترقبون ردا على مبادرة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والتي تحدث فيها عن تنازل عن وزارة المالية لصالح شخصية شيعية مستقلة، من عين التينة او حارة حريك، فاذا به يأتيهم من قصر بعبدا! اذ لم يستسغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لغة ومضمون البيان فارتأى ان يسبق "الثنائي" بالرد معلنا تمسكه بصلاحياته وبما يضمنه له الدستور من حق باصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع الرئيس المكلف.
وقد وجد كل من حزب الله و"أمل" ببيان القصر الجمهوري مخرجا مناسبا لهما لعدم التعليق مباشرة على المبادرة رغم ما رشح عن بعض مصادرهما لجهة تمسكهما بمطالبهم كاملة وبخاصة بما يتعلق بتسمية الوزراء الشيعة. وبذلك يكون الرئيس عون من حيث يدري او لا يدري تلقف كرة التعطيل المشتعلة التي كانت تحرق يدي "الثنائي" الذي حاول مرارا وتكرارا القاءها في حضن رؤساء الحكومات السابقين بعدما كانت تحرجه وتحشره في الزاوية سواء امام الرأي العام اللبناني او حتى الدولي.
وبحسب مصادر "الثنائي" فان "ما سمي بمبادرة الحريري وان كانت قد حركت مستنقع المياه الراكدة الا انها لم تخلق موجة يمكن الركون اليها لضمان انجاز عملية التشكيل، فالبيان وان كان بالشكل حقق خرقا منتظرا، الا انه بمضمونه مستفز كونه صور الحريري كالآمر الناهي في عملية التشكيل علما انه في نهاية المطاف ليس الا رئيس كتلة نيابية وبالتالي لا صلاحيات دستورية له في عملية التشكيل". وتضيف المصادر لـ"الكلمة اونلاين":"نحن نتمسك حتى النهاية بحقنا بتسمية وزرائنا ولن نقبل بأن يسميهم لنا الحريري او سواه ولا شك اننا نساند الرئيس عون بدفاعه عن صلاحياته الدستورية، فهو في نهاية المطاف ليس باش كاتبا انما رئيس البلاد الذي اناط به الدستور رفض تشكيلة معينة او الموافقة عليها، فهل يعقل ان الرئيس المكلف وبعد مرور كل هذا الوقت لم يعرض عليه اسما واحدا ويسعى لفرض تشكيلة جاهزة عليه ظنا انه بذلك يحشره بالزاوية نتيجة حراجة المرحلة وضيق الوقت ما يجعله يوقع عليها على مضض!"
وتستبعد مصادر "الثنائي" ان يكون هناك اي تباين او خلاف بين الحريري ورؤساء الحكومات السابقين، معتبرة ان ما يحصل "مجرد عملية توزيع أدوار ".
وسارع "التيار الوطني الحر" لمساندة عون بكباشه المستتر مع الحريري، ما يرجح في الايام المقبلة تصدر المواجهة العونية- الحريرية الواجهة بعدما سرقت الاضواء في الايام الماضية المواجهة السنية- الشيعية والمسيحية- الشيعية. ما يعني، بحسب مصادر مطلعة على عملية التشكيل ان الامور عادت وتحركت ولكنها من دون شك لم تبلغ منتصف الطريق كي تبلغ خواتيمها، لافتة الى ان عملية شد الحبال ستتواصل لتبلغ مداها خاصة بعد سقوط كل المهل التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من بيروت، ما يجعل القيادات السياسية تواصل محاولات تحسين شروطها مستفيدة من الكباش الاقليمي والدولي المستعر، رغم مواصلة البلد عملية السقوط الحر، ماليا واقتصاديا، بغياب اي مظلة تقيه التحطم الكلي.
وتشير المعلومات الى انه قبل مبادرة الحريري التي لا شك تمت بتنسيق مباشر مع باريس، كان التوجه لاعادة احياء حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب، اما اليوم فقد تبدلت المعطيات وعادت الجهود تتركز على عملية التشكيل وان كانت لن تحسم خلال الايام القليلة المقبلة.
بالمحصلة، تبدو مدهشة قدرة القوى السياسية على مواصلة آدائها السابق بتناتش الحصص والسعي لتحسين شروطها، كأن انتفاضة ١٧ تشرين لم تحرك ساكنا فيها وكأن انفجار مرفأ بيروت لم يبدل شيئا في حساباتها..والانكى انها نجحت على ما يبدو بايصال كل قوى التغيير التي واصلت رفع الصوت طوال الاشهر الماضية الى حالة من اليأس خنقت صوتها!