قراءة "اشتراكية" في المبادرة الحريرية...القصة لم تنتهِ

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 23, 2020


فيما‎ ‎كان‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎في‎ ‎دائرة‎ ‎الجمود‎ ‎الكلي‎ ‎ويقترب‎ ‎من‎ ‎وضعه‎ ‎على‎ ‎رف‎ ‎انتظار‎ ‎التطورات‎ ‎الاقليمية‎ ‎والدولية،‎ ‎حرك‎ ‎موقف‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎المياه‎ ‎الحكومية‎ ‎الراكدة‎ ‎بالتزامن‎ ‎مع‎ ‎الجهود‎ ‎الفرنسية‎ ‎المكثفة‎ ‎على‎ ‎الخطوط‎ ‎الداخلية‎ ‎والخارجية‎ ‎لدفع‎ ‎المبادرة‎ ‎الفرنسية‎ ‎إلى‎ ‎الأمام‎، حيث ‎أعلن ‎أنه‎ ‎قرّر "مساعدة‎ ‎الرئيس‎ ‎مصطفى‎ ‎أديب‎ ‎على‎ ‎إيجاد‎ ‎مخرج‎ ‎بتسمية‎ ‎وزير‎ ‎مالية‎ ‎مستقل‎ ‎من‎ ‎الطائفة‎ ‎الشيعية،‎ ‎يختاره‎ ‎هو،‎ ‎شأنه‎ ‎شأن‎ ‎سائر‎ ‎الوزراء‎ ‎على‎ ‎قاعدة‎ ‎الكفاءة‎ ‎والنزاهة‎ ‎وعدم‎ ‎الانتماء‎ ‎ الحزبي،‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يعني‎ ‎هذا‎ ‎القرار‎ ‎في‎ ‎أي‎ ‎حال‎ ‎من‎ ‎الأحوال‎ ‎اعترافاً‎ ‎بحصرية‎ ‎وزارة‎ ‎المالية‎ ‎بأي‎ ‎طائفة‎ ‎من‎ ‎الطوائف... ‎من‎ ‎أجل‎ ‎كبح‎ ‎انهيار‎ ‎لبنان‎ ‎ثم‎ ‎إنقاذه‎ ‎وإنقاذ‎ ‎اللبنانيين‎"‎. وبانتظار موقف الثنائي الشيعي من المبادرة، كيف يقرأ الحزب "التقدمي الاشتراكي" هذا التطوّر؟

عضو "اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله أوضح لـ"المركزية"، "انها خطوة ايجابية، تحاول ايجاد ثغرة في الحائط المسدود، في الاصطفاف الحاصل بين محور رؤساء الحكومات السابقين والرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب وبين الثنائي الشيعي حول وزارة المالية"، لافتاً الى "ان بغض النظر عن التفاصيل، يجب الترحيب بكل خطوة ومجهود ومبادرة تسرّع في تشكيل حكومة الانقاذ، حكومة المهمة المحددة"، مشدداً "ان علينا انتظار ردات الفعل، إذ يبدو ان القصة لم تنته بعد، لأن لو انتهت لكان تحدد موعد للرئيس المكلف لزيارة بعبدا".

وردا على سؤال بأن فرنسا تشجع أديب على تشكيل حكومة مهمة بأسرع وقت ممكن تتألف من شخصيات مستقلة ومختصة يختارها بنفسه في حين ان الثنائي الشيعي يفضل هو اقتراح الاسماء، أجاب: "الفرنسي يمكنه ان يتمنى كونه صاحب المبادرة، لكن لا يمكنه ان يفرض. الرئيس المكلف يتمتع بصلاحيات كرسها له الدستور ويعمل بموجبها، وعندما ينتهي سيعرض تشكيلته على رئيس الجمهورية الذي يوافق عليها او لا".

أضاف عبدالله: "لم يكن ظاهراً في البداية اننا سنواجه عقبة وزارة المالية"، معتبراً "ان في حال تم استحداث عقبات اخرى، فهذا يعني ان هناك قوى، اذا لم تكن محلية فإقليمية - خارجية، ترفض حتى الساعة انقاذ الوضع في لبنان، ومصرّة على ترك البلد رهينة وساحة صراع اقليمية ودولية، لكن للاسف البلد استُنزف ولم يعد يحتمل ونستهلك آخر احتياطاتنا الموجودة"، معتبراً "ان الاجتماع المالي الذي عقد امس وكان محوره كيف سنرفع الدعم وبأي طريقة خير دليل. فالبلد ينهار والدولار يرتفع ومداخيل الناس تقلّ والدولة ترفع الاسعار حتى على السلع المدعومة وآخر الدواء الكيّ، ما يعني ان البلد متجه نحو انفجار كامل".

وأوضح عبدالله "ان المبادرة الفرنسية مبنية على فصل مؤقت محصور بإنقاذ اقتصادي اصلاحي عن أزمات المنطقة، ولم تدخل في الامور الكبيرة كالصراع العربي –الاسرائيلي او سلاح "حزب الله" والمقاومة او ترسيم الحدود والنفط... إنما تمحورت حول نقطة اساسية هي الاصلاح والانقاذ الاقتصادي -المالي والتحضير لمؤتمر "سيدر" ثانٍ ومساعدة لبنان في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، مستطرداً "ان هذه النقاط لاقت إجماعاً من كل القوى السياسية والسلطات، فكان الاجدى بنا ان نستمر بدعمها".

وعن مسار التأليف الحكومي قال: "لا اريد الاستعجال بالاستنتاجات وأفضل انتظار الـ48 ساعة المقبلة حتى تتوضح الامور ونعرف بأي اتجاه يسير البلد".

وختم: "في جميع الاحوال، مبادرة الحريري ايجابية، كانت مطلوبة منه ولكن مطلوب ايضا من الآخرين تلقف المبادرات. تحتاج الى ترفّع وايجابية من الجميع، وليس فرض شروط واعراف وميثاقية، لأن الوضع اكبر من ذلك بكثير. فنحن لا نعالج المسائل الميثاقية ولا نخلق اعرافا جديدة ولا نقوم برسم توازن سلطات جديد او توزيع مغانم، بل مجرد خطوة انقاذية وهذه فرصة لبنان الاخيرة ومن الضروري تلقفها وحسن الاداء ونتمنى ان يرتقي الجميع الى المستوى المطلوب".


المركزية