ميشال فلاّح-الإلغاء لا يبني الاوطان

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 21, 2020

الإلغاء لا يبني الاوطان

الحملة المُمنهجة ضد البطريرك الراعي، خطيرة ومُقلقة، لأنها كشفتَ زيف مُكوّن سياسي/طائفي لبناني يعيش، ومنذ عقود، حقداً طبقيًا واجتماعياً وتاريخيًا وايديولوجياً ضد كل باقي المكونات اللبنانية، ويمارس اليوم أداءاً إلغائياً ضد الجميع.

فصار واضحاً، بأن هذا المُكوّن يقف خلف كل العرقلات وفصول عدم الاستقرار التي يعيشها لبنان منذ "الطائف" الى اليوم. وقد اعتمد في الداخل سياسة التعطيل احياناً والتهديد والاعتداء احياناً اخرى. وفِي الخارج، اعتمد سياسة الزجّ في المحاور والانخراط في الحروب. وفِي كِلا الحالتين، كان لبنان بكل مكوّناته (بِمَن فيهم اتباع هذا المُكوّن بالذات) يدفعون الاثمان الباهظة.

والاهم في الامر، أن المقصود بعبارة المُكوّن، ليس الطائفة الشيعية الكريمة، بل المُكوّن السياسي/العسكري الذي يحتكر تمثيل الطائفة سياسيًا. وقد اتّبع، لهذه الغاية، أسلوب إلغاء الصوت الاخر داخل الطائفة، معتمدًا كل الوسائل وصولاً للتصفية الجسدية، فلا شيء ولا أحد يقف أمام المشروع السياسي لهذا المُكوّن، والمرسوم من الخارج، ومنذ عقود.

التعويل اليوم على باقي المكوّنات اللبنانية وعلى بعض الاصدقاء العرب والدوليين، لعدم الانجرار فيما يُرسم للبنان من قبل هذا المُكوّن تحديدا، وخلْفه -طبعاً- محور قائم على التقسيم والشرذمة والمصالح التوسعية.

حمى الله لبنان، خصوصًا مِمّن يدّعون انهم خاصّته.

ميشال فلاّح
محامي وباحث سياسي