خاص- هذه خفايا زيارة شينكر إلى لبنان ورأيه بمبادرة ماكرون...؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 6, 2020

بولا أسطيح
خاص "الكلمة أونلاين"  

رغم ان اعلان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو قبل ايام أنهم كأميركيين يعملون مع الفرنسيين في لبنان، ولديهم نفس الأهداف، الا ان المعلومات الواردة وبخاصة بعد زيارة ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، تؤكد ان واشنطن لا تغطي تماما المبادرة الفرنسية، وهو ما سيتظهر بوضوح في الاسابيع القليلة المقبلة مع استعدادها لفرض عقوبات على شخصيات لبنانية باطار قانون "ماغنتسكي"، عقوبات كان الفرنسيون لوحوا بها باطار تهديد المسؤولين اللبنانيين في حال لم يتجاوبوا مع مبادرتهم وفي حال لم ينفذوا الاصلاحات المطلوبة خلال شهرين. فبالرغم من انشغال الاميركيين بالانتخابات الرئاسية، هم يبدون مستعجلين لممارسة مزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين لقناعتهم كما دول الخليج بأنه سيكون لحزب الله في الحكومة التي يتم تشكيلها كلمة اساسية. اذ وبعكس الفرنسيين، لم تشكل تسمية نواب الحزب لمصطفى أديب بالنسبة لواشنطن عنصر اطمئنان، فهي تتخوف من تكرار تجربة حكومة حسان دياب رغم الغطاء السني الممنوح للحكومة المنوي تشكيلها، فما كانت الادارة الاميركية كما دول الخليج تطمح له وبخاصة بعد انفجار 4 آب، انقلاب كبير يؤدي للاطاحة بالواقع السياسي ككل الذي يتحكم به، بحسب وجهة النظر الأميركية، حزب الله.
ولا يبدو الاميركيون متحمسين لتسوية سياسية جديدة على غرار التسوية التي يعمل عليها الفرنسيون، فتكون أشبه بتكرار تجربة اتفاق الدوحة، اذ يتعاطون مع اي تسوية مماثلة على انها خشبة خلاص للطبقة السياسية ما يؤمن تعويمها من جديد. فهم، وبحسب مطلعة على موقف الادارة الاميركية، أعطوا الضوء الأخضر للفرنسيين للتحرك في الساحة اللبنانية من دون أن يعني ذلك الموافقة على تفاصيل رؤيتهم للحل، وهو ما عبّر عنه صراحة شنكر خلال حديث صحفي حين قال "نقدّر المبادرة الفرنسية لكن لدينا اختلافات صغيرة".
ولا شك أن الشكل الذي اتخذته زيارة شنكر الى بيروت، كان كفيلا بايصال رسالة واضحة للمسؤولين اللبنانيين ولكل من يعنيهم الامر ومن ضمنهم الفرنسيين، بأنهم غير ملزمين بما يطبخه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فهم وان كانوا لن يسارعوا للاطاحة بجهوده، لكنهم لن يساعدوه على ما يبدو بانجاحها. وبحسب أحد النواب المستقيلين الذين التقاهم شنكر بعد اجتماع افتراضي عقده مع ممثلين عن مجموعات المجتمع المدني، فان ما فهموه منه ان لا غطاء اميركي لماكرون ومبادرته، وبأن ما يقوم به "لعب بالوقت الضائع، فالادارة الاميركية في المرحلة الحالية هي "بطة عرجاء" قبل اسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتقد الرئيس الفرنسي انه يسمح له بفرض ارادته واجندته في الساحة اللبنانية". ويضيف المصدر لـ"الكلمة اونلاين":"لا شك ان الاميركيين غير راضيين على الاتفاق الذي صاغه ماكرون وهم لن يعطوا لبنان اي اموال لا من خلال صندوق النقد الدولي او غيره. أضف أن العقوبات المرتقبة قريبا على شخصيات لبنانية ستكون رسالة موجهة اولا بوجه ماكرون ومبادرته".
ويعتبر المصدر ان كل ما يحصل في المرحلة الحالية "مجرد لعب بالوقت الضائع وعراضات لن يكون منها طائلا...فطالما لم يتم رفد البلد بمبالغ كبيرة للنهوض به، سنبقى نتخبط في القعر!"
ويبدو ان الوضع اللبناني برمته لا يرضي واشنطن التي لا تزال غير راضي على آداء مجموعات المجتمع المدني التي لم تستطع برأيها تشكيل بديل جدي يكون بمثابة خيار مقتع للناخب اللبناني في الانتخابات المقبلة، ولعل هذا ما جعلها تستبعد الانتخابات المبكرة بانتظار بذل المزيد من الجهود في هذا المجال.
من جهتها، ترى مصادر في قوى 8 آذار قريبة من حزب الله ان "حظوظ نجاح المبادرة الفرنسية تبقى أكبر من حظوظ فشلها، وان كان واضحا بالنسبة لنا ان شنكر أتى الى لبنان لتحشيد القوى القريبة والمحسوبة على واشنطن وتحضير الأرضية لشن هجوم مضاد فور اعلان الفرنسيين فشل مساعيهم". وتشير المصادر في حديث لـ"الكلمة اونلاين" الى ان "المبادرة الفرنسية تحظى حصرا بغطاء مصري، وقد كانت فعّالة للغاية كقنبلة دخانية للتغطية على فضيحة العصر بتطبيع الامارات مع اسرائيل واستعداد دول عربية أخرى للقيام بالمثل"، معتبرة أن "موقف حزب "القوات" من المبادرة يعكس بوضوح الموقف المتقاطع الاميركي – السعودي من الحراك الفرنسي الذي نعول عليه لتفادي الفراغ في المؤسسات والحفاظ على الاستقرار".