خاص- كباش بكركي - "الحزب" يبلغ ذروته: انقطاع التواصل ومخاوف من تداعيات في الشارع - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 28, 2020

خاص - الكلمة اونلاين
بولا أسطيح

انتهى زمن المساكنة والغزل بين بكركي وحزب الله. فالخلاف الاستراتيجي والكياني بين الطرفين حول وجه لبنان ودوره والذي كان الطرفان يحاولان من خلال حلقات حوار متباعدة زمنيا التوصل لنقاط مشتركة بخصوصه تشكل قاعدة يتم الانطلاق منها في حال تحول هذا الحوار بيوم من الايام الى حوار وطني... هذا الخلاف انفجر اخيرا مع طرح البطريرك الماروني "الحياد" ومطالبته مؤخرا بمداهمة مخازن السلاح "غير الشرعي"، وهي مواقف اعتبر الحزب انها موجهة ضده مباشرة وتتناغم مع الحملة الدولية ضده.
وشن الحزب من خلال وسائل اعلام قريبة منه حملة شرسة على البطريرك، بحيث تم اتهامه لمجرد الادلاء بهذه المواقف ب"العمالة" وبتنفيذ "جزء من خطة وزير الخارجية مايك بومبيو لمحاصرة وضرب الحزب".

واذا كانت قيادة حزب الله عممت على النواب والقيادات عدم ابداء الرأي بطرح بكركي بشأن الحياد طوال الفترة الماضية لعلمها بأن ذلك سيفجر سجالا لن يتمكن الطرفان من ضبطه، فان خروج الراعي مؤخرا للدعوة بمداهمة مخازن السلاح غير الشرعي، استفز الحزب بشكل كبير. لكنه وبحسب المعلومات، حاول اولا استيعاب الموضوع فكانت الاطلالة الاذاعية المدروسة للوزير السابق محمود قماطي الذي اعلن تأييد دعوة البطريرك الى دهم مخابئ السلاح بين السكان، متحدثا عن تأييد "كل ما يؤدي إلى حماية المدنيين ويبعد الخطر عنهم ويشعرهم بالأمان". الا انه ووفق مصادر مطلعة على موقف حزب الله، بعد اصرار الراعي على موقفه هذا وحديثه في حلقات مغلقة عن ان الحزب هو المقصود، كان هناك قرار بالتصعيد الرسمي والمباشر ولاول مرة بوجه بكركي. فكانت مقابلة الوزير السابق محمد فنيش المدروسة ايضا والتل سأل خلالها “كيف يكون لبنان محايدا ولبنان جزء من الصراع في ظل ارضه المحتلة وتهجير الفلسطينيين، وفي ظل الازمة السورية عند حدوده الوحيدة”، وسأل “هل يكفي ان احمل شعار كي ارضي به جهة اقليمية ودولية؟، وعليه حين يتم الانحياز لجهة معينة ينتفي الحياد”.

وتشير المصادر الى "انقطاع التواصل كليا بين حارة حريك وبكركي والى انسداد افق العلاقك بين الطرفين"، لافتة الى ان "ارتضاء البطريرك المشاركة بالمخطط الاميركي لضرب حزب الله يهدد الاستقرار المحلي. فاذا كان الحزب لم يسكت عند صدور قرار يطال شبكة الاتصالات الخاصة به في ٧ ايار، فهل يسكت حين يمس سلاحه؟"
استياء حزب الله مما آلت اليه الامور مع بكركي يقابله استياء عارم في البطريركية على الحملة الموجهة والمدروسة ضد الراعي والتي تخطت كل الخطوط الحمراء. وفي هذا الاطار تتساءل مصادر مسيحية:" هل كان انصار حزب الله ليسكتوا عن هكذا حملة تطال نصرالله؟ وهل بات تعبير رأس الكنيسة عن هواجسه وابداء رأيه الذي لا شك هو رأي قسم كبير من اللبنانيين، دروزا او مسيحيين او سنة او حتى جزء من الشيعة، كفروا بالحروب والسلاح ولا يريدون الا تحييد لبنان عن الصراعات، هل بات ذلك يستدعي التهديد والوعيد؟".

وهذه ليست المرة الاولى التي تهتز فيها علاقة حزب الله- بكركي خلال ترؤس الراعب الكنيسة المارونية، اذ شهدت توترا كبيرا في العام 2014 مع قرار الراعي زيارة القدس لملاقاة البابا فرنسيس. ونبه حزب الله بوقتها الراعي شخصيا من مخاطر وتداعيات الزيارة. وتقول مصادر قريبة من الحزب ان العلاقة ساءت من حينها مع بكركي وانحصرت اللقاءت والاتصالات بالمعايدات والمجاملات.

ولا يبدو ان بكركي ستترك وحيدة في المواجهة مع الحزب. فالى جانب الدعم الدولي وبخاصة الاميركي والفرنسي بدأت رقعة الدعم الداخلي تتسع من دعم الاحزاب السياسية المعارضة الى دعم شعبي تحت شعار #مع_بكركي.

فهل آن اوان وضع كل الملفات والاوراق على طاولة ومنها سلاح حزب الله للانطلاق ببحث جدي لنظام لبناني جديد؟ وكيف سيواجه الحزب اي محاولة من هذا النوع خاصة اذا لم تكن نتيجة تسوية ايرانية-اميركية كبيرة لم تطل بعد حتى من الافق المسدود والذي لن ينقشع قبل الانتخابات الاميركية المقبلة.