خاص- "أفشل حكم".. هكذا يقرأ العميد حطيط قرار المحكمة الدولية!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, August 20, 2020

خاص - ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

لم تقدّم المحكمة الدولية أي معطيات أو حقائق جديدة، فكل ما ذُكر في جلسة الأمس، التي امتدت لحوالي 4 ساعات ونصف الساعة، معروف منذ أكثر من 11 سنة.
800 مليون دولار كان الأجدى صرفها في لبنان، إعطاؤها للعائلات الفقيرة ونجدة المحتاجين أو حتى تسديد قسم من الدين العام المتراكم، بدل إنفاقها على محكمة أهدرت 15 سنة من عمرها وعمرنا، وفي النهاية أثار حكمها السخرية والاستهزاء في الشارع اللبناني.

المحكمة الدولية بحكمها "الضعيف"، أثبتت أنها "دائرة سياسية ملحقة بأصحاب القرار الدوليين"، الأمر الذي شدّد عليه العميد المتقاعد والمحلل العسكري د. أمين حطيط، في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، مفنّدًا الحكم الصادر عن المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بأنه بنضوي تحت عنوانين: سياسي وقضائي.

في المنحى السياسي، رأى حطيط أن الحكم شكّل نوع من "التشريح" للوضع السياسي اللبناني، وللعلاقة بين القوى السياسية من جهة، وبين لبنان وسوريا من جهة أخرى، كما أنه سلّط الضوء على الواقع الذي عاشه لبنان طيلة 15 سنة، لكن جميع هذه الأمور، بحسب حطيط، ليست من مهام القضاء الموكلة إليه مهمّة الكشف عمّن خطّط ونفّذ عملية اغتيال رفيق الحريري.
اما من الناحية القضائية، قال حطيط: "هذا أفشل حكم في قضية جنائية"، كونه ابتدع أمورًا غير مسبوقة في تاريخ المحاكم الجنائية، مثل اعتماده على دليل وحيد وهو دليل الاتصالات، الذي لا يُعتبر دليلا اساسيا، إنما مساعدا وإضافة إلى المعطيات الموجودة لدى المحقق، لكن العكس حصل في هذه المحكمة، فارتقى دليل الاتصالات ليصبح دليلا اساسيًا، وهذا "سابقة في علم القانون".

من جهة أخرى، وعن ردّة فعل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعد صدور الحكم بقضية اغتيال والده، وتصريحاته من لاهاي ومهاجمته "حزب الله" داعيًا إياه لتحمّل المسؤولية، اعتبر العميد حطيط أن الحريري صُدم بما صدر عن المحكمة الدولية، اذ كان يعتقد أن الحكم سيدين المتهمين الأربعة ومعهم "حزب الله" وسوريا، فتصبح في يده أوراقًا ليفاوض عليها، ولكن "جرت الرياح عكس ما تشتهي سفينة الحريري"، ولم يقدّم الحكم اي جديد من الناحيتين السياسية والقضائية، وبالتالي ما كان بنتظره أو يتوقعه لم يحصل.

في المقابل، وفي حين يعتقد البعض أن الحكم "الضعيف" لمحكمة لاهاي من شأنه خلق تسوية سياسية جديدة وبالتالي إعادة الحريري إلى رئاسة الحكومة، أكد حطيط أن عودة الحريري تُعتبر تفصيلا صغيرا، ولكن ما يحصل أعمق من ذلك، مشيرًا إلى التوقيت الذي قُرر فيه إصدار الحكم، ما يدل على أن الأخير هو "ربط نزاع بين فريقين"، أحدهما تقوده اميركا والثاني يقوده محور المقاومة، فإمّا يتطور هذا النزاع ليلد تسوية جديدة على صعيد المنطقة ككل، وتحديدًا عقب الانتخابات الاميركية ما يعطي أميركا فرصة لانضاج التسويات، أو يتراجع ليسبب انفجار نتيجة الضغوط المتزايدة.

إذًا، هو حكم "ضعيف وركيك"، اصدرته المحكمة الدولية بعد 15 سنة، وبالحد الادنى من الخسائر، لتحفظ ماء الوجه من جهة، ومن جهة أخرى لتجنب نفسها تحمّل تبعات "ثورة" الشارع اللبناني، الذي دفع 800 مليون دولار ولم يحصل على نتيجة مرضية أو واضحة.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين