الاندبندنت- بين دياب ورؤساء آخرين

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 14, 2020

نشر روبيرت فيسك مراسل الاندبندنت في الشرق الأوسط، مقال رأي بعنوان "إذن هي استقالة بعد 200 حالة وفاة، لكن فقدان الآلاف في الحروب حول العالم أمر مختلف؟".

ويعقد الكاتب مقارنة بين حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة - إثر انفجار بيروت الذي أودى بحياة 210 من المدنيين على الأقل - وبين توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، وجورج بوش الإبن الرئيس الأمريكي السابق.

ويسأل فيسك عن الفارق في المسؤولية بين الرؤساء الثلاثة، فبينما استقال دياب عقب الانفجار، لم يفكر بلير ولا بوش في ذلك "بعد المشاركة بذرائع كاذبة في حرب تسببت في نهاية المطاف في مقتل ما يصل إلى نصف مليون مدني بريء"، أي غزو العراق عام 2003.

وفيما سيعود دياب إلى عمله كأكاديمي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وسينحصر جمهوره بطلابه، يواصل بلير إلقاء محاضرات حول العالم، يقول الكاتب.

ويرى فيسك أنه من المبالغ فيه الموافقة على رحيل دياب، وتجاهل المقارنة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن النصر على كوفيد-19 بعد وفاة أكثر من 163 ألف أمريكي، أي أكثر مما كان يمكن أن تقتل أسلحة صدام المفترضة.

ويضيف فيسك "بالمقارنة مع دونالد ترامب، فإن دياب من بين الملائكة. نترات الأمونيوم مادة خطيرة للغاية، لكن رئيس الوزراء اللبناني لم يحث شعبه على حقن أنفسهم بالمطهرات أو تعريض أنفسهم للأشعة فوق البنفسجية للبقاء على قيد الحياة".

وفي هذا السياق، يلفت فيسك متهكما إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي يصفه برجل ترامب، "تجنب قوانين من المفترض أن تنظم مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الدول الإنسانية المحبة للحرية مثل المملكة العربية السعودية، من أجل تهدئة المخاوف بشأن الخسائر المدنية في حرب اليمن".

وقام بومبيو بإصدار ما يسمى بـ "شهادة الطوارئ" للمضي قدما في مبيعات أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان - وحليفتهم الإمارات العربية المتحدة - دون الحصول على الموافقة المعتادة من الكونغرس، بحسب فيسك.

ويلفت إلى أن ذلك لم يكن غير قانوني، لكن مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية أوضح أنه "منع الكونغرس من مراجعة هذه المبيعات عندما كان يحاول منع نقل المعدات العسكرية إلى المملكة بسبب عدد الأسلحة الأمريكية التي عادة ما تستخدم لتفجير مستشفيات ومدارس وحفلات زفاف".