فؤاد أبو زيد- الحكومة الـتي أنقذت لبنان!!

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 14, 2020

الى الذين كانوا وما زالوا يرجمون عهود المارونية السياسية

من المفيد ان اذكّر، ونحن في وسط ازمة تشكيل حكومة جديدة بعد سقوط حكومة اللون الواحد، بالحكومة التي تم تشكيلها في اول ايام عهد الرئىس فؤاد شهاب سنة 1958 التي شهدت احداثا دامية في نهاية عهد الرئىس كميل شمعون، ووجد الرئيس شهاب يومها ان الحكومة الافضل في مثل هكذا ظروف هي «الميني حكومة» وشكّلها من الحاج حسين العويني رئىسا للحكومة، ورشيد كرامي وزيرا، والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون اده وزيرين.

حكومة «الاربعة» تشكّلت من شخصيتين سنّيتين، وشخصيتين مارونيتين، يعرفون بالاستقامة والنزاهة والوطنية ولذلك لم يغضب الشيعة، ولم يغضب الارثوذكس والكاثوليك، ورحّب بها الجميع لأنها كانت حكومة انقاذ موقتة، مهمتها معالجة ذيول الاحداث الدامية، ووضع مشاريع اصلاحية وانمائىة وادارية، ولمّا انهت مهمتها بنجاح قدّمت استقالتها، تاركة وراءها مجموعة انجازات وضعت لبنان في العام 1964 في المركز الثالث عالميا ماليا واقتصاديا واداريا.

اين هي عهود الانقلاب على المارونية السياسية من هذا العهد، ومن عهدي كميل شمعون وشارل حلو.

اردت ان اذكّر بحكومة شهاب الرباعية، في الوقت الذي يعاني فيه لبنان الموت والجوع والفاقة والفوضى واللادولة، الاّ بالاسم، وتجتمع دول العالم لانقاذ هذا البلد الصغير في الحجم، الكبير في تراثه وتاريخه وعطاءاته، لكن بعض من حكمه لا يرى فيه سوى انه بقرة حلوب ومشاع داشر، ومجموعة حصص «يتناتشها» باسم طائفته او مذهبه او حزبه، ولذلك تتعقّد عملية تشكيل حكومة جديدة تتصدى للكارثة المريعة التي دمّرت مرفأ بيروت واكثر من نصف العاصمة، وقتلت حوالى 180 شخصا معظمهم من الشبّان والشابات واصابت اكثر من 6000 شخص بجروح واعاقات، والاقسى من كل هذا، ان هذه الكارثة تتزامن مع انتشار وباء الكورونا، ووباء التهافت على المناصب الوزارية، ووضع الشروط والعراقيل.

لو يتمثل رئىس الجمهورية ميشال عون بالرئىس شهاب ويشكل حكومة من ستة اشخاص، ماروني وارثوذكسي وكاثوليكي، وسنّي وشيعي ودرزي، ويكونوا من خارج الطقم السياسي، محايدين، مستقلين، نظيفي الكف، منتمين الى لبنان، مشهود لهم بالكفاءة، بالتأكيد، كانوا طليعة انقاذ لبنان.

هل يفعل؟