شكري من بعبدا: سنقف الى جانب الشعب اللبناني لتجاوز أزمته

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, August 11, 2020

أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، "إستعداد بلاده للوقوف الى جانب الشعب اللبناني ودعمه لتجاوز الأزمة ومواجهة التحديات التي فرضها تفجير المرفأ".

جال وزير الخارجية المصرية الذي يزور بيروت راهنا على رأس وفد ضم، سفير مصر ياسر علوي، مستشار وزير الخارجية السفير نزيه النجاري، المتحدث باسم الخارجية المصرية احمد حافظ، المسؤول عن شؤون المشرق العربي طارق طايل، على كبار المسؤولين فزار قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب.

في مستهل اللقاء، نقل الوزير شكري الى الرئيس عون "تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتعازيه القلبية بضحايا التفجير الاجرامي الذي وقع في المرفأ"، مؤكدا "وقوفه والشعب المصري الى جانب لبنان واللبنانيين في هذه الظروف الصعبة".

وأوضح ان "جمهورية مصر العربية هبت لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق بتوجيه من الرئيس السيسي، وقدمت مساعدات عاجلة عبر جسر جوي شملت ادوية ومواد طبية"، لافتا الى ان "جسرا بحريا سيؤمن المواد اللازمة لاعادة الاعمار وتأهيل المرفأ والممتلكات المتضررة"، مشيرا الى ان بلاده "جاهزة لاستجابة أي طلب يتقدم به لبنان في هذا المجال، لا سيما وان دعم لبنان له أولوية لدى الرئيس السيسي والحكومة المصرية للتأكيد على التضامن مع الشعب اللبناني".

ورد الرئيس عون شاكرا الوزير شكري على زيارته، وحمله تحياته الى الرئيس السيسي، مشيرا الى ان "المساعدات المصرية العاجلة كان لها الدور الفاعل في معالجة المصابين واغاثة المتضررين".

واكد الرئيس عون ان "التحقيقات مستمرة لجلاء ظروف الانفجار الذي احيل مع كل تداعياته الى المجلس العدلي، وان التحقيق يفرض مقاربة كل الفرضيات الممكنة لسبب الانفجار، سواء كان من داخل المرفأ او من خارجه، إضافة الى معاقبة الذين قصروا او اهملوا في هذا الملف".

وبعد الاجتماع، تحدث الوزير شكري الى الصحافيين، فقال: "نقلت الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون تعازي فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة والشعب المصري لحادث التفجير، والتأكيد مجددا وقوف مصر الى جانب الشعب اللبناني الشقيق لتجاوز هذه المحنة والازمة".

ولفت الى ان "العلاقات التاريخية الراسخة بين الشعبين المصري واللبناني، تقتضي منا اعطاء الاولوية لتسخير كل الامكانات المتاحة في مصر من اجل تجاوز الشعب اللبناني الشقيق هذه الازمة والتعامل مع الاولويات الخاصة بتداعياتها".

اضاف: "نحن نرى اهمية تكثيف الجهود في هذه المرحلة في المجالات كافة، وقد اقمنا جسرا جويا للمساعدات الانسانية، والجسر البحري لتوفير الاحتياجات الخاصة باصلاح ما تم اتلافه واعادة الاعمار، ولدينا الاستعداد الكامل للوقوف الى جانب الشعب اللبناني الشقيق، كما نثق تماما بقدرته على تجاوز هذه الازمة من خلال اجراءات استثنائية في المجالات كافة، وخصوصا في الاطار السياسي بما يؤدي الى مواجهة التحديات التي فرضتها هذه الازمة والتفجير وازمة "كورونا" والاوضاع الاقتصادية والسياسية التي ادت التراكمات الى الكثير من المعاناة والتحدي لاستمرار تقدم لبنان الشقيق واستقراره والحفاظ على سيادته".

واشار الى ان "هناك ضرورة للعمل في خلال هذه الفترة على الاولويات الخاصة بالشعب اللبناني، لجهة التحديات الانسانية واعادة الاعمار، والخروج باطار سياسي يمكنه مواجهة هذه الازمة بشكل وثيق ويحافظ على استقرار ووحدة لبنان، ويعفي البلد من التجاذبات الاقليمية التي كان لها تأثيرها ووقعها في خلال الفترة الماضية. ونتوقع ان نبقى على صلة وثيقة على مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الاجهزة اللبنانية كافة، للوقوف على مدى الاولويات والاحتياجات، ولدينا توجيهات بالعمل الوثيق من خلال الاجهزة الحكومية المصرية لتلبية هذه الاحتياجات والاولويات في اقرب فرصة ممكنة".

في عين التينة: كذلك، زار الوزير شكري مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وبحث معه في آخر التطورات على الساحة اللبنانية، إضافة الى سبل دعم لبنان بكل الأوجه لتجاوز ذلك الظرف الدقيق، وذلك وفقًا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد حفاظ عبر حسابه الرسمي على "تويتر".

بعد اللقاء قال شكري: نقدم كل الدعم للبنان خصوصاً في الاسهام بإعادة الاعمار ونأمل ان يتجاوز لبنان ازماته المتتالية.

بيت الوسط: بدوره استقبل الرئيس سعد الحريري عصرا في بيت الوسط وزير الخارجية المصري سامح شكري والوفد المرافق في حضور الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام والوزير السابق غطاس خوري والمستشار باسم الشاب، وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة في لبنان في اعقاب التفجير الذي استهدف مرفأ بيروت الأسبوع الماضي، واستكملت المباحثات الى مائدة عشاء أقيمت للمناسبة.

بعد الاجتماع تحدث شكري فقال: التقيت الرئيس سعد الحريري والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام ونقلت لهم أحر التعازي للشهداء الذين سقطوا في هذا المصاب الأليم في مرفأ بيروت العزيزة. وأود ان انتهز هذه الفرصة لأنقل للشعب اللبناني كله تعازي وتضامن جميع المصريين مع لبنان في مصابه. لبنان بلد عربي عزيز وبيروت قلعة أساسية من قلاع الثقافة والحضارة العربية ولها مكانة في قلب كل مصري ومصرية.

جئت اليوم لأؤكد ان القاهرة تقف مع بيروت وان مصر تضع إمكاناتها كافة بتصرف اللبنانيين ونحن نواصل الجسر الجوي في إطار الدعم الاغاثي الذي نقدمه ونعمل جاهدين لدعم لبنان على تجاوز التدمير الذي حصل ومساعدته في مرحلة إعادة الاعمار ونحن على استعداد للمساهمة في تامين الأولويات التي تصب في صالح الشعب اللبناني، وسوف يستمر تواصلنا لتلبية كل الاحتياجات في حدود القدرات المتاحة لدينا.

أضاف: كما جئت الى بيروت لأنقل رسالة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتضامن الكامل مع الاشقاء اللبنانيين بكل ما لدى الدولة المصرية من قدرات. وبالإضافة الى الجسر الجوي الذي وجّه به الرئيس السيسي لنقل المساعدات الغذائية والطبية والاطقم الطبية المصرية للبنان والذي بدأ بعد 24 ساعة من الانفجار ولا يزال مستمرا، فان الخبرات المصرية في انشاء وإصلاح الموانئ البحرية حاضرة لمساعدة الاشقاء سواء لإصلاح مرفأ بيروت او لرفع كفاءة الموانئ البحرية الأخرى في طرابلس وصيدا.

كما نقلت لكافة المسؤولين اللبنانيين الذين التقيتهم استعداد مصر لتقديم أي دعم او مساعدة يحتاجها الجانب اللبناني في التحقيقات الجارية او أي من المجالات الفنية الأخرى التي نستطيع ان نساهم بها.

وتابع: أؤكد من جديد اننا نتطلع لتحقيق جميع طموحات الشعب اللبناني في الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته ووحدته، وتجاوز التحديات العديدة التي تواجهه وغير المتصلة فقط بالانفجار بل التحديات السياسية والاقتصادية السابقة والمتصلة بجائحة كورونا، وكل ذلك يتطلب بشكل ملحّ تغيير التوجه والارتقاء الى إطار مستحدث وقادر على تلبية متطلبات الشعب اللبناني لمساعدته على مواجهة التحديات على المستويين السياسي والاقتصادي.

نحن نعتزّ بلبنان كقلعة من قلاع الثقافة العربية ونأمل ان نتجاوز من خلال التضامن العربي والحاضنة العربية للازمة الحالية، ولدينا ثقة كاملة بان الشعب اللبناني يملك القدرة والعزيمة التي تؤهله لتجاوز هذه الازمة وتبوء مركزه في قلب العالم العربي كمكون رئيسي في تحقيق امنه القومي وان لا يتأثر بتجاذبات خارج الإقليم العربي والتي تثقل على كاهله.

مصر تكرس كل إمكاناتها وتتطلع من خلال شركائها الدوليين وتواصلها مع المؤسسات الائتمانية لتوفير المزيد من الدعم للبنان وهذا لن يتأتى بشكل كامل الا من خلال توجّه جديد يعيد الثقة للبنان ولشعبه ويؤهّل لمرحلة جديدة على أسس جديدة تذكي المصلحة اللبنانية وتجعل مصلحة الشعب اللبناني سائدة.

لقد ركزت خلال لقاءاتي اليوم مع العديد من الأقطاب السياسيين على هذا المعاني واتطلع ان يستمر هذا التنسيق والتواصل فيما بيننا واستمرار الدعم الذي نوفره على أساس العلاقة التاريخية التي تربط بين الشعبين المصري واللبناني.

شكري يتصل بالراعي : وخلال زيارته اتصل وزير الخارجية المصرية بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ونقل له تعازي مصر في الحادث الاليم الذي أصاب بيروت وأكد استعداد مصر التام لمساعدة لبنان الشقيق في ما يطلبه. كما تم خلال الاتصال عرض أهم تطورات الساحة اللبنانية الراهنة.

في كليمنصو: وبعد الظهر، زار وزير الخارجية المصرية كليمنصو حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال بعد اللقاء: نقدّر الدعم المصري والمساعدات لاعادة الاعمار ونشكر مصر على سرعتها في تأمين ما يحتاج اليه اللبنانيون.

فرنجية: وعصرا التقى الوزير المصري في مقر إقامته في فندق كمبينسكي رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ونجله طوني.

بيت الوسط: وفي السادسة مساء يزور الوزير شكري بيت الوسط، حيث سيلتقي الرئيس سعد الحريري الذي سيقيم على شرفه مأدبة عشاء .

المستشفى الميداني: وفي إطار زيارته يتفقد الوزير شكري المستشفى الميداني المصري في بيروت واطمأن الى سير العمل في المستشفى الذي يشمل 6 عيادات رئيسية، وساهم في اسعاف المصابين والمتضررين من حادث الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، إضافة إلى دوره في تقديم الخدمات الطبية مجانا لكل من يحتاجه على ارض لبنان.

لقاءات أخرى: وكما هو مقرر سيلتقي وزير خارجية مصر رؤساء الحكومة السابقين، ويعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الاحزاب

وكان الوزير شكري وصل الى مطار بيروت رفيق الحريري الدولي، حيث كان في إستقباله سفير مصر ياسر علوي والمستشارة عبير العلي من مديرية المراسم، والدبلوماسي علي الديراني من وزارة الخارجية اللبنانية.