في العيد ال 75 للجيش اللبناني، إعتبرَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ لبنان اليوم يخوض حرباً شرِسَة ضدّ خمسة أعداء : الفساد والفاسِدون، المُتلاعِبون بلقمة عيش المواطنين، المُتلاعِبون بضرب عِملتِنا الوطنية، مُطلِقو الشائعات والمحرِِّضون ضدّ الوطن، وفيروس كورونا.
لقد وضَعَ رئيس الجمهورية "الفساد" في المرتبة الأولى. هذا الفساد المُستشري في مؤسّسات الدولة كافةً وفي الكثير مِن النفوس، هو السبب الأوّل في إفقار شعبنا وفي وصول البلد إلى الإفلاس والمَجاعَة.
فعلى رغم المقاومة الشرِسَة التي تقوم بها منظومةْ الفساد المُتجذِِّرة والمُعشعِشة في الوزارات وإدارات الدولة والبلديات.. وعَدنا الرئيس أنّ الخطوات الإصلاحيّة التي بدأ تنفيذها لِمعرفةْ واقِع المال العام ومكافحةْ الفساد وملاحقةْ الفاسدين، لن تتوقّف عند مؤسّسة واحدة، بل ستنطلِق منها لِتشمُل كلّ المؤسّسات، وإنّ الخطوات نحو إستئصال الفساد تسير وإن يكن ببطء ولكن بثَبات.
فخامة الرئيس، إنّ الشعب اللبناني بكلّ أطيافه وفئاته، ودول العالم، و"صندوق النقد الدولي" ينتظرون بفارغ الصبر الخطوات الإصلاحيّة، وأوّلها، إستئصال الفساد ومحاسبةْ كل مَن مدَّ يده إلى المال العام، وتطبيق قانون مِن أينَ لكَ هذا؟ واسترداد الأموال المنهوبة..
مِن نافِل القول إنّ أجيالنا وشبابنا أصابَهم اليأس وانعدام الثقة وفقدان الأمل بمستقبلٍ واعدٍ بسبب الفساد المُستشري في كلّ زاوية من زوايا الوطن، ولاسيما حين وجَدوا أنّ بعض الزعماء والمسؤولين والنواب الذين يُحاضِرون بالعِفّة والطهارة، ويظهَرون بمظهَر الحريصين على المال العام، يتحالفون مع الفاسدين و"الحرامية" ويُغطّون فسادهم وسرِقاتهم وثرواتهم غير المشروعة، حِفاظاً على طموحاتهم ومصالحهم الإنتخابية.. فالذي يُغطّي الفاسِد أو الذي يتغاضى عن فسادٍ مُعيّن ويضَع رأسه في الرمال، هو أيضاً فاسد.
"الفاسِد الحرامي"، مثل "الكذّاب الغدّار" عديم الوفاء، الذي يُغيِّر ولاءه كما يُغيِّر ربطة عُنقِه، فيطعَن في الظهر، ويحتمي بأهل السلطة، ثمّ يدّعي البراءة والشهامة ولا يخجَل .. يجب الإقتصاص من الإثنين، لأنهما واحد، ولِكي تتحقّق العدالة.
