خاص - ما يسمعه زوار الراعي ...من كلام يحمل غضبا!!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 5, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

أنطوان سعد

ما بات يردده البطريرك الكاردينال الماروني بشارة الراعي سواء في عظاته المتتابعة أم ضمن جدران صالونه يختلف عما كان قبل عام أو عامين أو قبل العهد الحالي حيث يتراءى في الافق ما يحضر على المستوى السياسي من اعداد لمظلة سياسية تحمي لبنان ولا تقتصر على حماية المسيحيين بالتزامن مع الاحتفال بمئوية اعلان لبنان الكبير عام 1920.

الزوار الذين اعتادوا على التردد الى بكركي والديمان يفاجأون بنبرة بطريركية شهدوها في عهد غبطة الكاردينال الراحل مار نصرالله بطرس صفير عشية صدور البيان التاريخي في أيلول عام 2000 والذي شكل شرارة الانتفاضة ضد الوجود السوري في لبنان وهو اثمر يومها خروجا للجيش السوري من الاراضي اللبنانية في نيسان عام 2005 بعدما بلغت هذه الانتفاضة ذروتها في 14 شباط من العام نفسه مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

بكركي منحت فرصة وافية للعهد، ويوم كان غبطته يهادن الرئاسة الاولى كان هنالك من يتحفظ ومن يعترض، لكن بكركي لم تغير الاسلوب ولا الرهان على مسيرة معطاء مستمدة من تاريخ عريق من المقاومة المسيحية بدءاً من ايام السيد المسيح مرورا بـ 350 راهبا من اتباع مار مارون وصولا الى يومنا هذا دون أن ننسى الراهبين شرفان وابي خليل.

من زار الصرح خلال الاسابيع الاخيرة لمس مرارة غبطته وامتعاضه الشديدين من عدة قوى سياسية بدءا بحزب الله الذي لم ينفك جمهوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي ينعته بالخائن والعميل في حين لم ينس غبطته الرسائل التي أبلغ بها على مرحلتين من قبل وفدي حزب الله اللذين زارا الديمان قبيل زيارته للاراضي المقدسة بعدم الذهاب الى اسرائيل ....لكنه ذهب معتبراً أن هذه الزيارة لها طابع رعوي محض ولا علاقة لها بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد ، فهو يزور رعيته وأماكن مقدسة وطأها السيد المسيح وعاش فيها .

يروي غبطته بمرارة لزائريه وقائع زيارة السفير الايراني له مؤخراً والذي سمع من الراعي كلاماً واضحاً وصريحاً فيما طرح أسئلة على زائره عن سبب دعم ايران لحزب الله كميليشيا والجدوى من تدخلها في شؤونه الداخلية مما يجر الحروب والويلات الى لبنان .

الراعي عاتب رئيس الجمهورية مراراً وذلك من باب حرصه على مقام الرئاسة التي يبقى الموارنة قبل سواهم ضنينين بها بعدما خطف قرارها وضعفت هيبتها وقد سلمت الى اشخاص آخرين بارادتها لاسباب تبقى برسم كل لبناني، وبذلك يشعر الزائر أن البطريرك بات لسان حال كل ثائر ومعارض لنهج الحكم القائم بعد استفحال الازمات المعيشية والاجتماعية التي عصفت بالبلاد وهي أصابت رعيته في الصميم ولم توفر فقيرا أم محتاجاً من عداد الطبقات الفقيرة .

هكذا ينتقل البطريرك الى برنامج عمل " ب " بكل فصوله وهو من ناحية مصمم على طرح مبدأ الحياد والعمل على تبنيه وتطبيقه من قبل السلطة السياسية الحاكمة ويصر عليه في وقت يتساءل البعض هل أن الاصرار عليه نابع من قرار فاتيكاني أم أنه طرح محلي بحت لانقاذ ما تبقى بعدما شعر غبطته على التوالي أن " السلاح الغير شرعي مرفوض مرفوض " على ما أدلى به علناً في أكثر من مناسبة وهو يختصر مشروعا سياسيا وطنيا يتوج بطرحه للحياد في وقت لمس زواره أخيراً رفضه للمناورات التي تطرح بين الفينة والاخرى عن طاولة حوارية لمناقشة الحياد هنا والبحث عن توافق لا بل اجماع عليه تارة أخرى من هنا وكأن ذلك ينم عن وضع عصي في دواليب طرحه الصريح والواضح الذي لا يقبل اي جدال أم التباس.

من هنا يجمع الزوار الذين استجمعوا أفكار بكركي وطروحاتها على أن لا عودة الى الوراء بالنسبة للراعي، وهو قال كلمته ومشى بعد ادراكه أن الاستنزاف القائم في ظل عجز السلطة عن لملمة أوصالها نتيجة تفككها الى دويلات وجزر أمنية سوف يتسبب بمزيد من الهجرة والمآسي للبنانيين أجمعين في حين أن التضخم والفقر ينهشان كاهل العائلات التي تعاني من الازمات الاجتماعية والمالية .

وقد استنفدت كل الفرص التي سبق وأعطيت لسلطة أثبتت عجزها المطبق في معالجة أبسط حقوق المواطن من بيئية واقتصادية ومالية واجتماعية فيما بات اللبنانيون محرومون من المواد الاولية من أغذية ومحروقات بينما الدولة تتفرج بعد انهيارها وقد عجزت عن تأمين فسحة أمل للبنانيين باستعادة ودائعهم المحتجزة في المصارف .

فالبطريرك الراعي يمارس اليوم دور البطاركة العظماء ويدخل التاريخ من بابه العريض ويعيد الى الشعب اللبناني في مئوية لبنان الكبير استقلالا سلبه إياه حكامه وتنازلوا عنه وهم اليوم يحمون انجازات وهمية تغطي فشلهم واختلاسهم لامواله وعجزهم عن مقاربة أزماته المعيشية ؟