حكومة تكنوقراط ام حكومة تلهي وزراءها ببعض...بقلم ميشال جبور

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 2, 2020

ميشال جبور

إبتدأت حكومة تكنوقراط... وأصبحت حكومة "الضراط عالبلاط"

كان العنوان، حكومة مواجهة التحديات في قالب ٍ تكنوقراطي ما لبث أن إنكسر القالب وفاضت منه سيول التخبط والتعالي في كل القرارات وعلى كل العلاقات الدبلوماسية للبنان، كمن يريد التقدم لكنه يطلق النار على قدميه.

في حكومة باتت عاجزة، أخفت إعاقتها منذ البدء ببضع قرارات للكورونا والتي بدورها ما لبثت أن اندثرت بفعل فتح البلد على مصراعيه دون حسيب أو رقيب، فبعد إغلاق البلد لمدة فاقت الأربعة الأشهر، عادت الحكومة وفتحت البلد بطريقة غير مدروسة بفعل أضعف الإيمان، لحلحلة أمورها الإقتصادية والمالية، ظناً منها أنها قادرة على السيطرة على سعر الصرف، تبين لاحقاً أنها غير قادرة لا على دعم السلع الغذائية ولا على لجم سعر الصرف، والسبب الأول والأخير، فشلها الذريع في طريقة إدارة الوزراء لملفاتهم والفشل الأكبر في العلاقات الدبلوماسية مع القريب والبعيد.

وزير الصحة غير متناغم بتاتاً مع وزير الداخلية، الأول يصدر الأذونات بإقامة حفلات الزفاف وما شابه في زمنٍ أصبح إكرام الميت فقط بالبكاء عليه والآخر يقوم بتسطير محاضر الضبط على ما سمح به زميله، معالم التخبط سيطرت على الحكومة وأصبحت معيشة المواطن وصحته رهن أهواء تقلبات مزاج هذا الوزير أو ذاك، وهذا ما زال غيض من فيض، فما زال وزير الإقتصاد يوارب والدجاج الفاسد عالق بين تاريخ الصلاحية والتلف ولا من توقيفات ولا من متابعة حقيقية للمصلحة الفعلية للوطن والمواطن.

أما آخر إنجازات الحكومة فكان في نسف آخر علاقة دبلوماسية، كنا ولم نعد، نتمسك بها بأطراف الأصابع فانتشلها رئيس الحكومة بضعف دبلوماسيته واتكاله على جحافل فاشلة من المستشارين، فرئيس الوزراء العالم بأن كل أصدقاء لبنان العرب باتوا يجاهرون برفضهم التعاطي مع هذه الحكومة البتراء، استمر بتعاليه ومكابرته وقابل وزير الخارجية الفرنسي بكل انفصام عن حقيقة الأمور وأخذ يستعرض إنجازاته غير الملموسة أمام ضيفه، وعندما حاول وزير الخارجية الفرنسي اسداء النصيحة له بالإسراع في الإصلاحات وجذب الأمور نحو حيز التنفيذ الحقيقي، قام رئيس الحكومة بكسر جسر التواصل بالتعرض لضيفه بطريقة أيضاً فاشلة قائلاً له بأنه لا يحق له أن يعطيه التعليمات، وبهذا يكون رئيس الحكومة قد حشر لبنان في قوقعة مبتورة ولم يعد للبنان لا صديق لا من قريب ولا من بعيد وأوصل لبنان إلى حد الإنعزال الدبلوماسي العربي والأوروبي وقطع العلاقات الدبلوماسية مع كل من يبادر دائماً لمساعدة لبنان،فلا سيدر ولا ودائع عربية ولا مساعدات ولا صندوق نقد دولي، هنالك فقط ذهنية نرجسية تحكم لبنان بالفشل، وعليه وكما يقال بالعامية هذه حكومة "الضراط عالبلاط".