متى يتعلّم الحمارُ السّباحة؟! - بقلم المحامي انطوان القاصوف   

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 8, 2020

كلّ دولِ العالم ، هاجمها وباء خفيّ ، أُطلقت عليه تسمية " كورونا " !!
أمّا نحن فابتُلينا بثلاثة أوبئة :

كورونا

سُلطة ضعيفة

تسلّط قويّ

      فإذا كان الشّفاء من "وباء كورونا"  مُمكناً ، بهِمّة العلماء وبشفاعة الأولياء ، فإنّ الخلاص َ من وباء بلاء " السلّطة الضّعيفة  والتسلّط القويّ " يحتاج الى قادةٍ حُكماء ، إرادتهم  لا تتردّد  وشجاعتهم لا تخاف !    ترى من أين لنا هؤلاء ؟؟!!
    في البداية ، انتظرنا " بائع الأحلام " لنتسلّقَ معه الى القمّة، ومن ثُمَّ ، ننتقل من قِمَّةٍ الى قِمّة ، لأنّنا أصلاً من أبناء القِمم، ولكن ، وللأسف ، فوجِئنا بالسّقوط الى " التّحت "، هذا     " التّحت  الذي ليس تحته من تحت " !!

   حلِمنا بالقِمّة، فبتنا في القُمّة ؟!
    ثمّ استحضروا لنا "بائع الأوهام " ، مع حفنةٍ، قيل إنّها من " الإختصاصيين والتكنوقراط " وراحوا يبالغون بالتطمين ... بينما عدّاد الضّحايا مُتصاعِد : صحيّاً ، معيشيّاً، اجتماعيّاً، اقتصاديّاً،ماليّاً، مصرفيّاً، رياضيّاً ، تربويّاً ، ثقافيّاً ...؟!
   في الأزمات الكُبرى ، يؤتى " بالكبار" لإيجاد الحلولِ الكبيرة، بينما نحن ، فُرِضَت علينا سلطةُ " تصريف أقوال " مُعظمُها " ممنوع من الصّرف " ...!!
  سلطة تُدار ولا تُدير !

  سلطة في " الشّكل " تقول ولا تعمل "!
  وتسلّط في " الأساس " يعمل ولا يقول !
 سلطةُ " الشّكل " الضّعيفة ، عاتبة على الماضي  ولاهِية عن الحاضر، وكأنّ يومها بِلا غّد "!!
" بائع الأحلام " لم يُحقّق أحلامَنا!
و" بائع الأوهام" قضى على آمالنا !

والذين هربوا من أشداق " الوباء " وقعوا في براثِن " البلاء " ، فَبتْنا في عُهدةِ " تسلُّطٍ قويّ ، فارِضاً ما كانت تفرضه " أثينا " على المهزومين في بلاد "الإغريق":
"  القويّ يفعل ما يًريد والضّعيف يُقاسي ما يَجِب "
 وهكذا إبتُلينا بوباء القوّة ، فتحوّل الوطن من حديقةٍ زاهرة الى مقبرة ٍعامرة، فَمَنْ لم يمت بالكورونا ، مات من ضعف السّلطة وقوّة المتسلّط ؟!
   كورونا : أمل الشّفاء بالعلاج 
السّلطة الضّعيفة : " فالج لا تعالج "
التسّلط القويّ : لا علاج ولا شفاء !

تُرى ، أما لهذا اللّيل الأسود الطّويل أن ينجلي ؟
فإزاء ما نسمعه  من سلطة (س- سوف ) الضّعيفة المستقوية " بالمتسلّط " !
وحيال ما تردّده على طريقة " الندّابة " في المآتم !
وأمام فشلها في مواجهة الوضع الإقتصادي السيء والعجز السائد والإنهيار الواقع والجوع الذي بات مجاعة !
ومع ذلك ، ولأنّ شهوة الكلام تمتلكهم ضلالاً وتضليلاً ، فإنّهم يُمنّنونَنا بقبولهم تحمّل الحكم ، ويقومون بالتضحيات من أجلنا  ولا يتورّعون عن توزيع الشّعائر للمواطنين والشّعارات للوطن!

 وتوصيفاً ، لما آلت إليه أحوالنا ، نذكر بالخير ، رجلاً كبيراً أُميّاً ، ولكنّه صاحب " بُعد نظر " كان يُردّدُ بفطنة لا بفتنة : 
        "لا يتعلّم الحمار السّباحة، إلّا بعد ان تصل المياه الى أذُنيه "