ميشال جبور - سنشرب الشاي "أكرك عجم" مع وزير... الشاي والبن

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 8, 2020

المسرحية تلو الأخرى،وجميعها بعنوان دعم السلة الغذائية حتى وصل الدعم اليوم إلى أكثر من ثلاثمائة سلعة، فكثرت السلع والسعر المحلق واحد، فكم من وعد ووعد، طار وعد سعر ربطة الخبز وطار من الربطة رغيف وحتى رغيفين أو ثلاث على أمل أن يكون الثالث ثابت.

إن كان الدعم لم يجد له بر أمان في المرحلة الأولى عندما كان الدولار بسبعة آلاف فكيف سيجد له موطئ قدم على رفوف السوبرماركات بعد أن قفز الدولار فوق التسعة آلاف، كيف وما زال تجار الأزمات يتحكمون بالدولار وبقوت العباد ويرفعون الأسعار متى شاؤوا دون حسيب أو رقيب أو حتى بعض من الحياء.

مسرحية ملّ الشعب منها ومن حشوها وتضخميها، يضاف إليها اليوم معاودة حاكم مصرف لبنان لضخ المزيد من الآمال الكاذبة والإلتفافات الملتوية، فصاحب شعار "الليرة بألف بخير" وخبير الهندسات المالية ما زال في مرحلة التصور ينتظر الإلهام، والمضحك المبكي أنه ما زال يتنصل من السوق السوداء وما زال يراهن على خداع الناس، أمامه ثلاثة أسعار للدولار وهو ما زال يتصور الحل منذ أكثر من أربعة أشهر، الناس مخنوقة وودائعها رهينة وطوابير الدولار كطوابير الإعاشة ولا من اجراءات ملموسة لتأمين الدولار وخفض الأسعار الملتهبة لكي تطفئ قلوب الناس المشتعلة التي تفقد يوماً بعد يوم ثقتها بهذه الجوقة التي تعتلي المنابر وتقوم بعراضات وزارية فارغة لا تمت للواقع المعيشي بصلة، ما زال حاكم مصرف لبنان يستغبي عقول الناس، وما زالت هذه الحكومة والوعد تلو الآخر تُسقط تصوراتها وأحلام يقظتها علينا، بالرغم من التحذيرات بالجوع القادم وبالرغم من كل الإشارات الدولية على وجوب القيام بإصلاحات، فحتى في تعيينات مجلس إدارة كهرباء لبنان ورغم كل الشوائب التي حاول بعض الوزراء إصلاحها، ما زالت رائحة المحاصصة النتنة تفوح ومعروف مصدرها رغم العتمة التي أسدلت سوادها على كل منطقة وشارع وبيت في لبنان.

لا يبقى لنا سوى أن نتسامر في ظلام الكهرباء المقطوعة على فنجان قهوة مدعوم أو كاسة شاي "أكرك عجم" نشاهد وزير البن والشاي.