ميشال نصر- هكذا نَفذ حسّان دياب "بريشه"

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 7, 2020

ميشال نصر
Lebanon Debate

"زوبعة في فنجان"، كلمتان لخصتا موقف حزب الله، منهيتين "همروجة" تغيير الحكومة، كما في كل مرة، فالمعادلة بسيطة جداً، هجوم لحارة حريك يواجه بتراجع فوري من قبل خصومها، "مهما شدوا وادوا بالنهاية بيبقوا مش قدو"، لتنتهي الجولة الى امساك الحزب بأوراق قوته من جديد. فحواضر المعركة جاهزة، تصريح من هنا، وتسريب ذات طابع أمني من هناك "فتطبش الكفة" لصالح ما تريد حارة حريك، ليس دوماً بسبب قوتها إنما في الغالب بسبب "جبن" من يقابلها. هذا ما حصل بالضبط بداية الاسبوع مع الحديث عن التغيير الحكومي والسيناريو المرسوم له.

واضح من الحملة التي قامت وافتتحها مرشد الجمهورية بإطلالته الاعلامية الاحد ما قبل الماضي، وأكملها رفاق صفه في المحور، أن كلمة سر اقليمية ما قد وصلت الى بيروت، تزامناً مع أحداث كانت تشهدها الساحة الداخلية السورية، مرتبطة بتطورات أمنية - عسكرية على الارض، وسياسية محورها دخول قانون قيصر حيز التنفيذ وانكشاف الاهداف الاساسية التي يسعى الى تحقيقها، من ضمن "قبة باط" روسية.



أحداث دفعت بالقيادة السورية الى اطلاق بالون اختبار سياسي الطابع، عنوانه اسقاط حكومة حسان دياب في بيروت، في بادرة حسن نية تجاه الاميركيين، بعدما بات معروفا ان الحكومة الاخيرة وليدة دمشق، ما كان ينقصها سوى غازي كنعان ورستم غزالي عند ولادتها.

غير ان حسابات البيدر السوري لم تتطابق وحسابات حقل حارة حريك، ما فتح الباب على مصراعيه امام الفرضيات، عما اذا كانت خطوة الاسد قد حصلت دون تنسيق مسبق مع الضاحية، ام أنها كانت مقصودة بالشكل الذي أتت فيه، لغاية في نفس "قصر المهاجرين"؟

في كل الاحوال، ايا كانت القراءة، فإنه من الواضح ان حزب الله استطاع في غضون ساعات استيعاب محاولة "الانقلاب" ضد حسان دياب، معيدا ضبط ايقاع الوزراء و"شد ركبهم"، انطلاقا من حساباته التي لا تحتمل اي تغيير حكومي، لا اليوم ولا بعده ولا بعد ما بعد بعد بعده. فنفذ خطته المضادة ،عبر ابلاغ رئيس الحكومة باعتبار ان ما يتم تداوله كأنه غير موجود، وتسريب معلومات عن عملية عسكرية سينفذها الحزب على غرار السابع من أيار، ما" ارعب" الخصوم واعادوا ترتيب حساباتهم.

خطوة التهديد لاقاها موقف منتظر من بيت الوسط رافض للعودة الى السراي نتيجة عدة عوامل "مستورة" تحت مسمى شروط، اولها عدم وجود قرار دولي بعودة الشيخ سعد الى رئاسة الحكومة بعدما اثبت عدم قدرة على ادارة موضوع العلاقة بالحزب الاصفر كما يجب، وان تمت المحافظة على مظلة الامان الخاصة بالحريري، وثانيها عدم حماسة قوى اساسية في تحالف الرابع عشر من اذار في عودته، ثالثا والاهم جبهة بعبدا ميرنا الشالوحي المعارضة بشدة لوجود الشيخ في السراي، انطلاقا من سقوط التسوية التي كانت قائمة،اقله الى حين نجاح عين التينة في تظهير صفقة جديدة تعيد لم الشمل.

هكذا باختصار اجهض المجهود السعودي والخليجي، المدعوم من واشنطن، التي حسمت امرها لجهة ضرورة رحيل حكومة الرئيس دياب، وهو بطبيعة الحال ما عبّر عنه موقف الاخير عقب جلسة مجلس الوزراء عبر توجيهه سهامه باتجاه عوكر. ولكن هل ستسلم الجرة في كل مرة؟

العالمون ببواطن الامور يؤكدون ان الرئيس حسان دياب لم يفهم رسائل عدم الدعم والتأييد حتّى الساعة، وهو مصر على "خديعة نفسه واللبنانيين"، "متوهما" ان بعض الاصلاحات ستفتح له ابواب العالم، وهو أمر لن يحصل لا اليوم ولا غدا، فرحيله بات مطلباً سيتبلور شيئا فشيئا خلال الايام والاسابيع المقبلة على وقع احداث دراماتيكية لن تنفع استراتيجيات الحزب في مواجهتها ومقاومتها.