روي حرب- البشريّة في خطر

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 2, 2020



" فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟"
بعد ألفي عام على هذا الكلام المقدّس، كيف تطوّرت مجتمعاتنا؟ كيف حلّقت إنسانيّتنا في سماء الفضيلة؟ كيف مددنا يدنا لأخينا الإنسان؟
هل طوّرنا البشريّة أم جعلنا منها شقًّا حيوانيًّا، شهوانيًّا؟

سأل الفلاسفة قديماً إن كان الإنسان يولد طيّبًا أم شريراً، وهل يَكتسب الشرّ من مجتمعه أم أنّه هو من يصنع الشرور والآفات؟ فلم يجدوا جواباً شافياً ولم يعرفوا للشرّ مصدراً... واليوم بعد كلّ ما نشهده من تنمّر وعرقيّة وفجور، نرى أنفسنا نخجل ممّا آلت إليه بشريّتنا؛ فكم ابتعدنا عن مضمون الإنسان الذي خُلقنا من أجل رفع رايته!

بالأمس القريب قُتل مواطن أميريكي على يد رجل شرطة لأنّه ببساطة أسود اللون... إنّها الألفية الثالثة، أما آن الأوان أن نترفّع عن هذه الترّهات؟ وترانا نحن نعيش كلّ يوم في مشرقنا العربي حروباً دامية على خلفيّة المعتقدات الدينيّة، والحريّة الشخصيّة أو الجنسيّة أو السياسيّة، وما سوى ذلك من الأمور التي تشكّل تحدّياً لمجتمعاتنا المغلقة والغارقة في التقوقع. أما آن الأوان للانفتاح وتقبّل الآخر والتعامل مع الاختلافات على أنّها غنىً وليست تهديدات؟!

هل سألنا أنفسنا من عيّننا حكّاماً وقضاة؟ من ادّعى أنّنا نمتلك الحقيقة المطلقة والحق الأزلي؟ هل عرّينا أنفسنا من كلّ خطأ وخطيئة قبل تنصيب أنفسنا ملوك الحق والحقيقة؟ هل هذا هو التطوّر الذي ناشدنا به، وهل هذه هي الحرية؟



ما الفرق بين مسلم ومسيحي؟ بين الأبيض والأسود؟ بين الأوروبي والعربي؟ بين الشرق والغرب؟ بين متديّن وملحد؟ بين غني وفقير؟ بين وبين وبين ... لا فرق، فنحن أبناء آدم وحواء، كلّنا سواسية، ما عدا وحشيّة تفكيرنا التي تختلف بين شخص وآخر، لا بين عرق وآخر، أو بين طائفة وأخرى، أو بين بلد وآخر.

دعونا نتكاتف معاً، لنعيد للبشريّة قيمتها، وللإنسانيّة سموّها، وللأخلاق رقيّها، فيكون هذا الجيل صانعاً للتغيير الإيجابي في كلّ المجتمعات، رافضاً للحروب على مختلف أنواعها، لاحماً للتشققات، نابذاً للعرقيّة والتنمّر والطائفيّة، سائراً نحو غد أفضل.

#خدوني_ع_قد_عقلاتي