مواقف عاطفية مؤثرة ومواقف سياسية ثورية وإنسانية مع الاعلامية جيزيل خوري

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 1, 2020

تزامناً مع ذكرى إغتيال الصحافي سمير قصير، عرضت قناة مريم الفضائية حلقة من برنامج من الأوّل مع الإعلامية جيزال خوري، تضمنت الحلقة مواقف عاطفية مؤثرة ومواقف سياسية، ثورية وإنسانية.

برقييها المعهود أطلّت جيزال علينا بفستان بسيط يحمل رسالة جميلة للنساء، فالفستان الذي رُسم عليه طيور يحكي قصة إمرأة معنفة كانت تنتظر يومياً العصفور على شرفة منزلها لكي تتحدث معه وكانت تردد له أنها لديها أمل بأن تهرب من زوجها وعنفه يوماً ما وتطير مثله. وهكذا حدث بمساعدة جمعية فينومينال وومان (Phenomenal women) التي أسستها رنا، إبنة جيزال، وهي جمعية تعتني بالنساء المعنفات وتحميهن وتفتح لهن مجال تعلّم مهنة كالتطريز والخياطة.

من هنا إنطلق الحديث عن دور المرأة في السياسة خصوصاً مع وجود ٦ وزيرات اليوم في الحكومة، فصرّحت جيزال أن أغلب النساء اللواتي تعاقبن على الوزارات في الحكومات السابقة تركن بصمة وكن أفضل من الرجال الموجودين حينها وبرأيها أن النساء هن أكثر جدية بالعمل من الرجال. وأكملت بالقول أن المرأة تركت بصمة كبيرة في ساحات الثورة، فالثورة حقيقةً هي ثورة النساء، ثورة الشابات اللواتي وقفن بالصفوف الأمامية في الساحات والأمهات اللواتي لعبن دوراً كبيراً على الأرض رفضاً لعودة زمن الحرب والاقتتال.
عند سؤالها إن كانت تعتقد أن الرجال مستعدون على تقبل المرأة في الحكم، فكان جوابها بإختصار:"يسطفلوا، مش عم نطلب رأيهم".

بوصفها للمشهد في لبنان اليوم قالت:"عندي كآبة، فالشعب بدء يشعر بالجوع والمواطن أصبح في الشارع يطلب الألف ليرة ليطعم أولاده. لكن مع كل ذلك لا يزال لدي أمل في لبنان لأن السياسيين لن يبقوا ولن يستطيعوا إكمال صفقاتهم بعد اليوم، الوضع صعب، سيموت منا(الشعب) ويموت منهم ولكن لن يبقوا".


أمّا بموضوع الحرية الاعلامية بين السابق واليوم صرّحت أن في بدايتها في التلفزيون في أواخر الثمانينات كان هناك نوع من الحرية لكن حرب الإلغاء بين عون وجعجع أنهت الحرية في لبنان مع بداية الوصاية السورية في التسعينات، وإعتبرتها ايام سوداء للاعلام، واليوم برأيها نحن نعيش نفس الحالة في ظل تأليه الشخص والزعيم فأصبحنا نحاكم الأشخاص على أرائهم على مواقع التواصل الإجتماعي وهذا الأمر خطير جداً.

عن تنقلها بين أكثر من محطة خلال سنوات عملها، أكدت أنها إكتسبت الكثير في كل مكان عملت به، فكل محطة أضافت شيء جديد لها. وبالعودة الى مقابلتها الشهيرة مع الفنان زياد الرحباني كشفت أن هذه الحلقة جعلتها تشعر بمعنى الشهرة الجماهيرية، وقالت انها بقيت تتحدث مع زياد على مدار عشرة أيام متواصلة وأوقات حتى الساعة الثانية صباحاً حتى اقتنع في النهاية أن يجري المقابلة. وأعلنت أنها كانت تتمنى إجراء مقابلة مع السيدة فيروز لكن ذلك لم يحصل بالرغم من محاولتها لمرّات عدة.


في فقرة "كبرنا وكبرت أحلامنا" عدنا مع جيزال الى مرحلة الطفولة حين عاشت لسنوات في مدرسة داخلية في بيروت حيث تعلمت الإتكال على نفسها منذ الصغر وأكسبتها المدرسة أفق واسع وثقافة كبيرة كونها كانت تضم تلاميذ من بلدان مختلفة، عربية، أوروبية وأفريقية.
من ذكريات الحرب التى لا تزال تؤثر فيها حتى اليوم، مشهد جثة شاب على جسر المعاملتين لدى عودتها في باص المدرسة وهذا ما سبب لها نوبة عصبية آنذاك.


بغصة وتأثر كبير أخبرتنا عن فترة مرض أخيها الوحيد وإضطراره للسفر مع والدتها الى فيينا بسبب حاجته لزراعة رئة ولكنه توفي بعد سنتين ونصف.


أقرّت جيزال أنها لا تعرف سلطة الرجل في حياتها، فوالدها كان حنوناً كثيراً كما سمير وزوجها الأوّل أيضاً، وأنها كانت تحلم بحب وزواج على صورة علاقة والديها ببعضهما.


في فقرة "شو غيّر فيك" طرح جورج معلولي كلمات على جيزال وكان عليها أن ترد بما غيّرت هذه الكلمات في حياتها، فكانت أجوبتها كالآتي:

-الحب: الحب للرجل أعطاني ثقة في حياتي وفي نفسي، فالرجل في حياتي أساسي خاصة في فترة علاقتي بسمير. أنا أعتبر أنه ليس لي نصيب في الزواج، الزواج كأنو مش إلي.

-الغفران: لا أتمنى الأذى للأشخاص الذين أساءوا إليّ لكني أعرف جيداً كيف أضع حاجز بيني وبينهم. أمّا الذين قتلوا سمير فأنا لا أعتبرهم موجودين في هذه الدنيا. الإنتقام بالنسبة لي هو بالعمل الإيجابي. "أنا ما بعرف اقتل، أنا أهلي علّموني دق بيانو وفي فرق. ما بقول الله يسامحهم، أنا وجودي، مؤسسته، ساحته، كتبه هني الإنتقام إلي، الجائزة السنوية بياخدوها شباب ما بيعرفوا سمير بس بيتشوّقوا يقرولو، وهيدا الإنتقام الحقيقي.


-الإيمان: الصعوبات أعطتني إيمان أكثر. شعرت بشيء قويّ بجانبي،
مع إنني كنت قد وصلت الى مرحلة الإلحاد قبل.

-الأحفاد: إستمراريتي رأيتها في أحفادي وليس مع أولادي. وإستشهدت بجملة قالها لها الصحافي محمد حسنين هيكل "بشعر إني أنا موجود في حفيدتي".

-كلمة أرملة: لا أحبها وتزعجني كتصنيف.
كشفت أنه رافقها طبيبان نفسييان في أوّل أسبوع بعد اغتيال سمير وأعطوها حبة صغيرة لكي تنام لكنها شعرت أن الحبوب تؤثر على وعيها وذاكرتها فأوقفت تناولها وإستعاضت عن الدواء وعن الأطباء النفسيين بممارسة الرياضة وإطلاق المؤسسة وترجمة كتب سمير قصير.
وإعتبرت أن الثورة اليوم هي إستمرارية لفكر وحلم سمير بوجود العديد من طلابه في الساحات.

-الخوف: من فترة أُبلغت أن هناك جهة تتجسس عليي، فضحكت. أنا لا أخاف، لدي قصة طويلة أنا وسمير مع المخابرات. خفت على أولادي كثيراً في السابق، لكن عندما قتلوا سمير قتلوني معه، على شو بدي خاف؟

-الفشل: فشلت بأن أُكمل الدكتورا، وأن أُقدم مقابلاتي باللغة الإنكليزية بطريقة ولغة ممتازة.

-قرار ندمت عليه: رفضت عرض عمل بمنصب مهم خارج لبنان.

- سيرة حياتك: هناك كتاب عن سيرة حياتي يدور حول حقبة التسعينات في لبنان من خلال قصة حبي مع سمير، أوقفت العمل عليه لكن لدي النيّة بإكماله.


في فقرة علّومية، حضّرت لنا طبخة إلمانية إسمها رامزوس تعلّمتها من جيرانها وأضافت عليها لمساتها الخاصة وهي اليوم مشهورة بها بين الأصدقاء.

في الفقرة الأخيرة، أطلعتنا على حكمة تعلّمتها من صحفية فرنسية وهي: لا ينقص العالم رجال أذكياء بل ينقصه رجال شجعان". وقالت عندما تخونها شجاعتها تخلقها من نفسها وفي أوقات تقول للسيد المسيح: أنا هون صطفل بدك تساعدني.


وعن الأشياء التي ساعدتها بالوقوف على رجليها وفي تخطي الظروف الصعبة أجابت: أمي التي وقفت بجانبي في مرحلة وفاة أخي وفي مرحلة إستشهاد سمير، أولادي لأني أعيش كرمالهم و مهنتتي التي تجبرني أن أكون قوية لكي أستطيع الإستمرار.

في النهاية، توجهّت بنصيحة للشابات والنساء اللواتي يمرن في أوقات عصيبة وقالت لهن: فكروا انها مرحلة وبدها تمرق, لازم نقبل بالواقع لو شو ما كان ونحنا نحسّن في.

يُذكر أن برنامج "من الأوّل" يُعرض كل نهار أحد الساعة التاسعة والنصف مساءً على قناة مريم الفضائية وعبر صفحة القناة على يوتيوب لاحقاً وهو من إعداد رايان قاروطه وتقديم جورج معلولي.