خاص- حركة الجنرال الايطالي تستنفر حزب الله - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 1, 2020

خاص- الكلمة اونلاين

لطالما شكلت الجبهة الجنوبية محط أنظار كلما آن اوان التجديد لقوات اليونيفل العاملة في لبنان مع ما يحكى سنويا عن ضغوط ومساع اسرائيلية- اميركية لتغيير مهام هذه القوات وتوسيعها لزيادة الضغوط على حزب الله ومحاصرته.
وكالعادة شهدت الجبهة مؤخرا تحركات وأحداث شتى استبقت قرار الحكومة التمديد للقوات الدولية والاهم القرار المرتقب لمجلس الامن الدولي في هذا المجال في ظل ما يتردد عن شد حبال بين الاقطاب الدوليين لتعديل مهام هذه القوات لتتخطى الليطاني فتمسك بالحدود مع سوريا باطار الضغوط المتزايدة لحصار وعزل دمشق والتي تجلت مؤخرا بأبهى وأوضح حلة بقانون "قيصر" الاميركي.
احداث عديدة توالت في الايام الماضية لتؤكد ان هناك ما يطبخ على هذا الصعيد سواء لجهة تكرار المساعي الاميركية - الاسرائيلية السنوية لتوسيع مهام هذه القوات او لجهة استنفار حزب الله والحكومة اللبنانية للتصدي لهذه المحاولات وقطع الطريق عليها. ولعل ما حصل في بليدا الجنوبية قبل أقل من اسبوع لجهة الاشكال بين عناصر دورية من الكتيبة الفنلندية وأهالي البلدة شكل الشرارة الاولى لانطلاق الكباش السنوي، اذ لا تستبعد مصادر متابعة للوضع في الجنوب ان يكون حزب الله من اوعز على الاهالي التحرك والتصعيد قطعا للطريق لتوجيه رسالة واضحة للداخل والاهم الخارج لجهوزيته لحث الاهالي على الانقلاب على هذه القوات اذا كان هناك اي قرار بتعديل ال١٧٠١ لجهة تعديل وتوسيع مهامها، ما سيجعل الدول الممثلة في اليونيفل تعيد حساباتها الف مرة قبل السير بأي طلب اميركي- اسرائيلي في هذا المجال. ولم يتأخر أمين عام حزب الله ليطل قاطعا الطريق على هكذا خطط متحدثا عن "مطلب إسرائيلي تتبناه الإدارة الأميركية لتطوير مهام هذه القوات"، لافتا الى انه"بالنسبة لحزب الله فإن بقاء قوات اليونيفيل بعديدها أو إنقاص العديد لا يغير شيئاً".
واتت زيارة رئيس الحكومة الى الجنوب قبل ايام لتتوج الحركة الحاصلة هناك موجها رسائل واضحة لجهة التمسك ببقاء هذه القوات بدورها مهامها الحالية والاهم تشديده على وجوب استمرار تنسيقها مع الجيش، وهو ما كان بعض الاهالي والمرجعيات نبهوا منه وبالتحديد لجهة سعي بعض هذه القوات للتحرك من دون تنسيق مع القيادة العسكرية اللبنانية.
وبحسب مصادر مطلعة على موقف حزب الله، فان العنصر المستجد جنوبا هو اقدام قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب، الجنرال ستيفانو دل كول الايطالي الجنسية، على توسيع قوة الاحتياط التابعة له والتي كانت مهمتها في ولايات القادة السابقين لليونيفل تنحصر بالاسناد، لافتة في حديث ل"الكلمة اونلاين" الى انه بعدما كان عديدها ما بين ٧٥ و ١٠٠ لامس اليوم ال٢٥٠، اضف انه بدأ يكلفها بمهام ميدانية ما يجعلها تصطدم بالاهالي نتيجة خبرتها المحدودة في العمل على الارض وعلى تماس مع الجنوبيين. وتضيف المصادر:"لا شك ان هناك محاولات شتى للعمل على تغيير قواعد الاشتباك وتعديل مهام اليونيفل والقرار ١٧٠١ بالممارسة ومن خلال الامر الواقع، لكن حزب الله وقبله اهالي الجنوب يقظين تماما لما يحصل خاصة وانه بات محسوما عدم قدرة الثنائي الاميركي- الاسرائيلي على القيام بأي تعديل في ظل الموقفين الروسي والصيني الواضحين والرافضين لاي اجراء من شأنه ان يسخن الجبهة الجنوبية مجددا".
وقد كان السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين واضحا مؤخرا باعلانه ان كل المحاولات لتغيير مهمة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان " اليونيفيل " لن تنجح، معتبراً أن حصول أمر كهذا سيضر جميع الجهات.
وتعتبر المصادر ان تزامن الضغوط الدولية الممارسة على لبنان لاقفال المعابر مع دمشق وربط اي تلكؤ بهذا المجال بتعليق اي مساعدات مالية عبر صندوق النقد، مع عودة المحاولات لتوسيع مهام اليونيفل، يندرج في اطار خطة اميركية جديدة تهدف الى جانب زيادة الضغوط على حزب الله الى "خنق" سوريا تماما وهو ما تجلى بوضوح بقانون "قيصر" الاخير.
فهل يتمكن لبنان من تجاوز هذا الاستحقاق بأقل الاضرار الممكنة؟ وهل رضوخ واشنطن للتجديد لليونيفل وفق القواعد الحالية سينسحب رضوخا لعدم قدرة لبنان على حسم ملف المعابر لاعتبارات واضحة مرتبطة بحزب الله ام اننا سندخل في عين العاصفة فتتحول المواجهة الاميركية مع الحزب لمواجهة مع لبنان الرسمي ظهرت اولى مؤشراتها بالانهيار المالي المستمر؟