كمال ذبيان- ارسلان بعد جنبلاط في قصر بعبدا محملا بالاستقرار في الجبل والتعيينات للكفاءة!
شارك هذا الخبر
Friday, May 22, 2020
الاستقرار في الجبل، هو العنوان الذي يعني رئىس الجمهورية العماد ميشال عون، ويضع كل جهده للحفاظ عليه، وهو ما قام به بعد حادثتي الشويفات وقبرشمون - البساتين المؤلمتين، اذ نجحت الاتصالات في الحادثة الاولى كما الثانية في تطويقهما، وعقدت لقاءات في القصر الجمهوري، مهدت لعقد مصالحة بين رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئىس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الصيف الماضي، وزار جنبلاط قصر بيت الدين والتقى الرئىس عون في غداء عائلي، عقبه لقاء جمع رئىس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط ورئىس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في منزل الاخير في اللقلوق.
ان هذه اللقاءات والمصالحات لم تبدد التوتر بين الاطراف الثلاثة «الاشتراكي» من جهة و«التيار الحر» و«الديموقراطي اللبناني» من جهة ثانية، وكان السجال بينهم قاسيا ونابيا سقط على مناصريهم ومحازبيهم على واقع التواصل الاجتماعي وكان يتصاعد عندما كان رئيس الاشتراكي ينتقد بعنف العماد عون وعهده، ويدعو الى اسقاطه لكن ما يلبث ان يتراجع عن دعوته هذه وفق مصادر سياسية متابعة للعلاقة العونية - الجنبلاطية، التي تصفها بأنها متقلبة وهي تعود لشخصية جنبلاط الذي يمر احيانا بقلق على الوجود السياسي لا سيما في هذه المرحلة الضبابية في المنطقة التي يعيشها لبنان من ازمات اخطرها المالية والاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر والجوع والبطالة، مع «حراك شعبي» في الشارع انطلق قبل نحو 8 اشهر ولم يتوقف وان يتقطع وقد ينفجر مع انحسار وباء «كورونا» اذ يتقدم الهم المعيشي على ما عداه من هموم، ولم يعد ينفع السياسيين بخلق عدو لتجميع انصارهم حولهم والانحراف بالازمة الرئيسية الى صراعات تتخذ طابعا فئويا وطائفيا ومذهبيا.
وبعد زيارة جنبلاط الى قصر بعبدا وانتدابه الوزير السابق غازي العريضي للتنسيق مع رئىس الجمهورية واستكمال ما بدأه معه بشأن تحصين الامن والهدوء في الجبل، فإن النائب ارسلان زار القصر الجمهوري مع الوزيرين رمزي مشرفية وصالح الغريب، وكان سبق والتقى الرئيس عون قبل انعقاد الاجتماع الحواري الاقتصادي في بعبدا، اثر زيارة جنبلاط رئىس الجمهورية اذ تشير مصادر مطلعة الى ان الرئىس عون طمأن ارسلان بأن لقاءه مع رئىس الاشتراكي، كان ايجابيا لجهة ضمان الاستقرار في الجبل ووقف السجالات وانهاء حالات التشنج والتوتر، وهو ما يريده من كل الاطراف وبدأه مع «التيار الوطني الحر» الذي طلب من نوابه ووزرائه ومسؤوليه واعضائه، وقف كل السجالات على مواقع «التواصل الاجتماعي» او في التغريدات والتصريحات.
وسمع ارسلان والوفد المرافق له من الرئىس عون على انه منفتح على الجميع في الجبل وتعزيز المصالحة فيه ودفعها نحو الامام، ولا يمكن لاي خلاف سياسي ان يؤثر على الوحدة فيه، او نبش الماضي الاليم، اذ يشير مصدر في الحزب الديموقراطي اللبناني بأن رئىسه ايّد ما يعمل له رئىس الجمهورية بشأن الحفاظ على الاستقرار وهذا هو مطلبنا ورغبتنا، وفي مكان ما كان الحزب يتنارل عن حقوقه للحفاظ على امن الجبل واهله على ان يكون مساحة حرية وعمل سياسي للجميع.
فتعميم اجواء التهدئة التي اراد رئىس الجمهورية ان يتركز العمل عليها والتشدد في ضبط القواعد الشعبية لكل الاطراف فإن ارسلان قدم للرئىس عون ملفا كاملا عن آلية عودة النازحين السوريين التي كان الوزير السابق صالح الغريب وضع قواعدها في اثناء تسلمه للوزارة، وتابع الملف مع المسؤولين السوريين واستكمله الوزير مشرفيه الذي اسند اليه من ضمن وزارة الشؤون الاجتماعية وزار دمشق وتشاور مع المعنيين فيها في آلية العودة التي اوقفتها «كورونا» وفق المصدر الذي يشير الى ان الرئىس عون وعد الاطلاع على الملف الذي يعطيه كل عنايته، وهو بند اول على جدول لقاءاته مع موفدين دوليين والامم المتحدة لانه يشكل عبئا كبيرا على لبنان واستنزف من ماليته وهو الذي يعاني من ازمة مالية وسيسلك هذا الملف طريقه الى مجلس الوزراء لاقرار خطة العودة للنازحين.
اما في مسألة التعيينات فلم تكن على جدول زيارة ارسلان الى القصر الجمهوري لان موقفه واضح وهو سبق وابلغه الى رئيس الجمهورية ورئىس الحكومة حسان دياب، ان تعتمد الكفاءة والتراتبية والاقدمية وما اعتمد في رئاسة الاركان لجهة طرح جنبلاط الاقدمية، ووافقناه الرأي بتعيين اللواءين حاتم ملاك ثم امين العرم، يقول المصدر، فإن الامر نفسه يجب ان ينطبق على قائد الشرطة القضائية العميد ماهر الحلبي وهو الاقدم رتبة وسجله العسكري والشخصي ممتاز، وكذلك كفاءته المهنية فلماذا لا يعتمد هذا المعيار عليه ويطرح اسم اخر خارج هذه المواصفات، وكذلك في التعيينات المالية وجرى تقديم اسماء ومن له الحق في الكفاءة العلمية والخبرة الى اية جهة انتمى فلا مشكلة ابدا، وقد اعلن ارسلان انه ضد احتكار الوظائف، وهذه هي الازمة الفعلية مع جنبلاط، لا مع من يطرحهم من اصحاب الكفاءة فالموضوع كله يتمحور حول إلغاء آحادية القرار في التعيينات وان تكون الوظائف متاحة لجميع الشباب من الطائفة الدرزية للمراكز المخصصة لها اذ ما كان ينطبق في مراحل سابقة لم يعد يعمل به في زمن بات الخريجون من الجامعات اضعاف اضعاف ما كان عليه الوضع منذ عقود، وهو ما قصده ارسلان في حديث تلفزيوني اخير له، بإسقاط احتكار الوظائف والتوظيف، واللجوء الى الكفاءة والمباراة.
اما بشأن حادثتي قبرشمون والشويفات فلم يتم التطرق اليهما في لقاءآت قصر بعبدا لانهما في عهدة القضاء وان الاستقرار هو العنوان المتقدم في جدول اعمال رئىس الجمهورية الذي سيكون صيفه في قصر بيت الدين حافلا في زرع الهدوء والطمأنينة في الجبل.