اليونسكو وشركاؤها ينظّمون حواراً إقليمياً في مجال السياسات حول إعادة فتح المدارس في المنطقة العربية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 21, 2020

وفقاً لًتقديرات اليونسكو، تأثّر أًكثر من 90 % مًن تلاميذ المدارس حول العالم بإغلاق المدارس وتنفيذ قواعد التباعد الجسدي وأساليب التعلًم عًن بًعد على نطاق واسع في 191 دولة عقب اندلاع أًزمة فيروس كورونا في أوائل العام الجاري.

رغم إيجاد بدائل بناءّة وفعّالة للتعليم الوجاهي، مثل الاستخدام الواسع النطاق لأساليب التعلّم عن بُعد، بما في ذلك التعلم عبر التلفاز والإذاعة وعبر الإنترنت (من خلال استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات)، فرضت هذه البدائل تحدّياتٍ جديدة أمام المعلّمين وأولياء الأمور والتلاميذ.

نظراً لهذه التحديات فإنّ معظم الدول، بما في ذلك في المنطقة العربية/منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقي، تنظر إلى إعادة فتح المدارس على أنّه قرارٌ مرغوب فيه في المستقبل القريب، غير أنّه لا يزال ينبغي اتخاذ قرارات متعلقة بالدروس التعويضية والعام الدراسي الجديد (2020-2021) وبالأساليب التي ينبغي اعتمادها في هذا الصدد.


على هذه الخلفية، وبعد أن أطلقت اليونسكو بالشراكة مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي والأونروا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين و البنك الدولي إطارًا دولياً لإعادة فتح المدارس، نظّم مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية – بيروت ومكتب اليونيسف الإقليمي في عمّان ووكالات شريكة أخرى، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي والأونروا، ندوة إقليمية مشتركة عبر الإنترنت حول إعادة فتح المدارس في الدول العربية.

استهدف الندوة، التي عُقدت في 20 أيار 2020، المدراءَ العامين في وزارات التربية والتعليم وغيرهم من صنّاع القرار المسؤولين عن إجراءات إعادة فتح المدارس في الدول العربية، وهدف إلى الاستكشاف المشترك للشروط المسبقة لإعادة فتح المدارس بشكلٍ آمن في المنطقة العربية، فضلاً عن التدابير الواجب اتخاذها لضمان استفادة كافة التلاميذ من الوصول العادل إلى التعليم الجيد والمستمر بعد أزمة فيروس كورونا.


شارك في الندوة كبار الشخصيات منها وزير التربية والتعليم التقني في مصر الدكتور طارق شوقي، ومدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتور حمد الهمامي، و مدير مكتب اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد تيد شايبان. كما حضر الندوة أكثر من 200 شخص من صانعي القرار في وزارات التربية والتعليم في الدول العربية، وممثلي وكالات الأمم المتحدة والموظفين القُطريين الذين يدعمون الجهود المبذولة على المستوى الوطني، والوكالات الإقليمية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم، مكتب التربية العربي لدول الخليج) والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية.

بعد كلمة ترحيبية ألقتها الدكتورة داكمارا جورجسكو، أخصائية المناهج وتدريب المعلمين في مكتب اليونسكو في بيروت، تحدّث مدير مكتب اليونسكو في بيروت الدكتور حمد الهمامي وجاء في كلمته: “تأتي هذه الندوة في إطار التحالف العالمي للتعليم الذي أطلقته اليونسكو مع بداية تفشي كوفيد-19 للإسراع في تعميم حلول التعليم عن بعد، وضمان استمرار التعليم". وأضاف: "نحن نقدّر ونقيّم الجهود الهائلة التي بذلتها الدول، خصوصاً في منطقتنا العربية، للتكيّف مع إغلاق المدرسة و إيجاد حلول بديلة لضمان استمرار التعليم. لم يكن التحول من التعليم التقليدي/في المدرسة إلى التعليم عن بُعد أمرًا سهلاً، ولم يكن العديد من المعلمين والمتعلمين على استعداد لهذا التغيير." وأردف: "يجب أن تستند إعادة فتح المدارس إلى مبادئ السلامة الصحية وأن يتمّ إنشاء الظروف المناسبة لتطبيق البروتوكولات لكيفية التصرف لضمان صحّة الجميع. في الوقت نفسه، يجب أن نولي أهمية لضمان الإنصاف والجودة في التعليم."

ثمّ تحدّث مدير مكتب اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد تيد شايبان وأشار في كلمته الى ضرورة مراعاة الإنصاف في التعليم مع إعادة فتح المدارس "لضمان عودة جميع الأطفال الى المدارس، لا سيّما الأطفال المهمشّين والأكثر فقراً" . وأضاف: "يجب أن نبني أيضاً قدرات المعلّمين وأن نحضّرهم للتعاطي مع الأطفال ما بعد الأزمة ومع احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، كما مساعدة المعلمين على تعويض الدروس التي خسرها الطلاب خلال فترة انقطاعهم عن المدرسة".

بعدها، قدّمت السيدة ميسون شهاب، المنسّق الإقليمي لبرنامج التربية في مكتب اليونسكو في بيروت، لمحة عامّة عن خطط الدول العربية في ما يخصّ إعادة فتح المدارس والإجراءات المنوي اتخاذها بهذا الشأن. ثمّ عرضت السيدة أدريانا فوجيلار من اليونيسف والسيدة ماريا تسفيتكوفا من برنامج الأغذية العالمي الإطار الدولي لإعادة فتح المدارس. يتوقع الإطار العالمي لإعادة فتح المدارس الذي نشرته مؤخراً كل من اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي الأبعاد التالية:



1. المدارس كأماكن آمنة: ينبغي خلق الظروف الملائمة لتطبيق البروتوكولات حول كيفية التصرّف (التباعد الجسدي، غسل اليدين) وكذلك ما يجب القيام به إذا ظهرت حالات إصابة

2. التعلّم: ضمان حصول الأطفال على فرصة اللحاق بركب التعلّم – حيث أنّ العديد (أو معظم) الأطفال قد لا يكونون قادرين على مواصلة الاطلاع على أحدث المستجدّات المتعلقة بدروسهم التعليمية

3. الشمول: ضمان عودة الجميع – لا سيما أولئك المعرّضين لخطر التسرب، على سبيل المثال بسبب الضغوطات الاقتصادية

4. الصحة والحماية: معالجة التأثير النفسي والعاطفي على الأطفال وإعادة تقديم الخدمات الأساسية بشكلٍ منتظم وآمن، من بينها على سبيل المثال خدمات المياه والإصحاح البيئي والنظافة والخدمات الصحية مثل التغذية المدرسية وإحالات الحماية والخدمات المتخصّصة للأطفال ذوي الإعاقة.



تلا ذلك عروضاُ تقديمية تناولت أبرز المواضيع والأسئلة الرئيسية التي تطرحها إعادة قتح المدارس. فتحدّث وزير التربية والتعليم التقني في مصر الدكتور طارق فهمي عن الإجراءات في مصر، وقدّم مدير عام وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان الأستاذ فادي يرق عرضاً لاستراتيجية الوزارة في ما يخصّ التعليم عن بعد وإعادة فتح المدارس، وتحدّثت المديرة التنفيذية لقطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة السيدة لبنى الشامسي عن خطّة الإمارات لإعادة فتح المدارس وأبرز التحديات، وعرض مدير المناهج والبرامج في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في المغرب الدكتور فؤاد شفيقي الوضع في المغرب. كما قدّمت مديرة برنامج التعليم في الأنروا السيدة كارولين بونترفراكت، وأخصائية برنامج التربية في الأنروا السيدة فروس دابيت، عرضاً عن عمل الأنروا وعن التدابيرالواجب اتخاذها لضمان بيئات تعلّم صحية وآمنة.



كانت الندوة تفاعلية ووفّرت للمشاركين فرصة للحوار حول مختلف السياسات الخاصة بإعادة فتح المدارس وتدريب المعلمين والرصد والتقييم.