رمال جوني - أزمة مياه في قرى النبطية والسبب تقنين الكهرباء

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 21, 2020

رمال جوني
نداء الوطن

في زمن الصوم ووباء "كورونا"، أضيف وباء تقنين المياه الى رزمة الأزمات، معظم قرى النبطية عطشى، عشرات الآبار الإرتوازية التي تغذّيها توقّفت عن الضخّ بسبب فقدان مادة المازوت، والتقنين الحادّ في التيّار الكهربائي، وكأنه لا يكفي المواطن ما يعانيه من أزمات وإذلال يومي على أبواب المصارف وداخل السوبرمركات، حتى وجد نفسه مُضطرّاً لشراء المياه بسعر 25 الف ليرة للنقلة الواحدة، مع ما يرتّبه هذا الأمر من أعباء إضافية عليه.

حالة غضب تسود صفوف الناس، يُنازعون لمواجهة أزماتهم المعيشية، فكيف سيتحمّلون وزر فاتورة إشتراك مضاعفة، وشراء المياه عبر الصهاريج؟

"يُجرجِر"عامل النظافة علي قدميه بصعوبة، يُعاني الأخير من ديسك في الظهر، يأبى التعطيل خوفاً من خسارة يوميته، يتحدّث عن معاناته اليومية، عن إضطراره لشراء المياه بـ 25 الف ليرة كل يومين نتيجة أزمة المياه التي تُحاصر القرى. بحرقة يقول: "صهريج المياه يوازي يوميتي في العمل، لم يكن ينقصني إلا هذه الأزمة". يُعاند علي ظروفه القاسية بالصبر "خنقتنا الأزمات، كيف سنعيش، بـ30 الف ليرة يومية؟ وهل هذا المبلغ كاف لدفع فواتير الأزمة؟

وطالب أبو محمود بحقّه في المياه، لا يكفي ما يُواجهه من أزمة معيشية حتى اضطر ليشتري المياه، يصرخ "كفى، لم يعد بمقدورنا الصبر أكثر، إرحموا فقرنا، حِلّوا عقدكم بعيداً عنا، أعطونا المياه والكهرباء". بلغت الأزمة ذروتها داخل قرى النبطية، التي تشهد تقنيناً حاداً في التيار الكهربائي والمياه معاً. وبحسب المعلومات، فإن الأزمة مرجّحة للتفاقم بعد توقّف معظم الآبار عن الضخّ جرّاء إنقطاع الكهرباء ونقص مادة المازوت التي بات صعباً الحصول عليها، بسبب تمنّع محطات الوقود عن بيعه، ما زاد الطين بلّة.

وتشير المصادر الى أنّ "كل القرى بدأت تعاني أزمة مياه، وبدأت صرخات الناس تعلو، وتُعيد المشكلة الى فرعين، اولاً تقنين الكهرباء وعدم تسليم محطات المحروقات مادة المازوت للمصلحة، والثاني استنسابية توزيع المياه بين حيّ وآخر، وبلدة واخرى، هذا عدا عن توقّف العمّال عن القيام بأعمالهم، جرّاء إقتطاعات معاشاتهم وتلويحهم بالتوقّف نهائياً عن العمل. ولا تُخفي المصادر صعوبة معالجة الأزمة في المدى المنظور طالما أنّ عناصرها لم تعالج، وتعتمد الآبار حالياً على الضخّ أثناء عودة التيار الكهربائي، وهو أمر لا يُلبّي حاجات القرى، ويؤدي الى نقص في التغذية.

ترمي المصادر باللائمة على البلديات والنواب الذين يتركون الأزمة تتفاقم من دون أن يتحرّكوا لعلاجها، ولم يضغطوا بإتجاه الحل. تجاوز الناس قطوع "كورونا"، بات خلفهم، أوجدوا سياسة مناعة القطيع لترافقهم، تصالحوا مع فكرة "الوباء أبدي" وإنطلقوا في إعادة رسم حياتهم من جديد، لم يعد العمّ "كوفيد-19" فزّاعة كما حاول البعض تصويره، بات بنظرهم بداية إنقلاب على الواقع القديم. ما يشغل بالهم ليس مواجهة "كوفيد" بل تقنين المياه الذي قضّ مضاجعهم، باتوا أسرى للعطش الذي يُهدّد حياتهم، كل قنوات المياه توقّفت عن الضخّ، يعيش المواطن حالة قلق، ماذا لو طال أمد الازمة، كيف سيواجهها؟

لم تتمكّن مصلحة المياه من إجتراح حلول وقائية للأزمة، بقيت الأزمة على حالها تتجدّد كلّما وضع الصيف وزره، تارة بحجّة شحّ المياه نتيجة الجفاف، وطوراً بسبب نقص المازوت، لم تفكّر الشركة يوماً ببناء السدود الصغيرة على مجاري المياه لتوليد الكهرباء لتقطع دابر الأزمة من جذورها.