بيروت مجدٌ من رماد… حركة تجارية خجولة جداً في أول يوم أعيد فيه فتح البلد

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 18, 2020


كتب الاعلامي سعد الياس في “القدس العربي”:

أعيد فتح البلد الإثنين استناداً إلى الخطة المرحلية التي وضعتها لجنة “كورونا” ونزولاً عند مطلب التجّار والهيئات الاقتصادية على الإعلان عن فتح المحلات والمراكز التجارية والمسابح والمصانع بشكل يخفّف من تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة خصوصاً قبيل عيد الفطر السعيد.

وكانت جولة لـ”القدس العربي” في وسط بيروت التي لم تعد بيروت التي عرفها اللبنانيون والعرب والأجانب بل باتت تنطبق عليها فعلاً كلمات أغنية فيروز “لبيروت مجد من رماد لبيروت”. فعاصمة لبنان التي لطالما اشتهرت بحيويتها وحركة فنادقها وأسواقها وزحمة السير في ساحة الشهداء وشارع المصارف والخط البحري بدت حزينة وصار طعمها طعم نارٍ ودخان، وأطفأت المدينة قنديلها وأغلقت بابها وباتت وحدها.

بالوصول إلى “أسواق بيروت” لوحظ أن محلات الألبسة فتحت أبوابها خلافاً لمحلات المجوهرات والساعات الفاخرة، ولوحظ أن المواطنين تجمّعوا أمام أحد المتاجر المعروف بأسعاره المتدنية قياساً إلى متاجر أخرى. وبدت الحركة خجولة جداً في الأسواق، وفي وقت حافظت محلات على أسعار الألبسة، لوحظ أن محلات أخرى رفعت هذه الأسعار بما يتوافق مع سعر صرف الدولار الجديد، فيما أقدمت محلات على تقديم عروض على بضائع كانت لديها لتشجيع المواطنين على الشراء.

وبالنسبة إلى المتاجر الأخرى في وسط العاصمة ومحيط مبنى اللعازارية وساحة رياض الصلح فمعظمها ظل مقفلاً نتيجة التخريب الذي لحق بها نتيجة أعمال الشغب في خلال التظاهرات الأخيرة ولا سيما خلال الهجمة على فروع المصارف. وقد استبدل الكثير من المحال واجهاته الزجاجية المحطّمة بواجهات حديدية لتفادي أي خسائر جديدة. وبدت واضحة الكتابات على الجدران المندّدة بالطبقة السياسية وبالفساد والمتوعّدة بالمحاسبة.

أما الفنادق فلوحظ أن فندق لوغراي لم يغلق أبوابه لكن الحركة داخله كانت شبه معدومة واقتصرت على بضعة موظفين، وأعاد الفندق ترميم حجارة بعض جدرانه التي حطّمها متظاهرون إضافة إلى جدران الأسواق من أجل رشق القوى الأمنية بها. فيما فندق “إيتوال سويت” في ساحة النجمة كانت أبوابه مغلقة إضافة إلى العديد من المطاعم في محيط ساحة النجمة التي يصعب الوصول إليها بسبب إقفال معظم مداخلها وشوارعها المؤدية إلى مبنى مجلس النواب في ظل انتشار قوى أمنية على مدخلين ما زالا مفتوحين للعبور.

وخلال الجولة لوحظ أن تظاهرتين وصلتا إلى المنطقة أمام مبنى وزارة الاقتصاد في وسط العاصمة للتنديد بارتفاع أسعار السلع الغذائية، ورفع محتجون لافتات كتب على إحداها “الساكت عن الفساد شيطان أخرس… ما في سكوت بعد اليوم”.

وفي بعض المناطق، لوحظت حركة شبه طبيعية ولوحظت كثافة تردد على فروع المصارف التي فتحت أبوابها كذلك سُجّلت حركة أمام محلات “السوبرماركت” والأفران والدوائر الحكومية التي واظبت كلها على اتخاذ الإجراءات الوقائية تفادياً لانتشار الفيروس.

أما على الطرقات الرئيسية وإن زادت حركة السيارات والآليات، إلا أن المواطنين بقوا متقيّدين بقرار وزارة الداخلية بسير المركبات وفق رقم اللوحة “مفرد ومجوز” وارتداء الكمامات الإلزامي في سيارات الأجرة والفانات.

وكان رئيس الحكومة حسان دياب أعلن أن “لبنان سيرفع تدريجياً اعتباراً من الإثنين الإغلاق المفروض ‏لاحتواء فيروس كورونا والذي فاقم الأزمة الاقتصادية، وذلك على الرغم من تزايد ‏الإصابات الذي استدعى الإقفال التام لمدة أربعة أيام”. وقال: “ندرك أن الاستمرار بإغلاق البلد تنتج عنه تداعيات اقتصادية واجتماعية ‏خطيرة”، مضيفاً: “نحن نحاول قدر الإمكان تخفيف تلك التداعيات”.