هل يجب ارتداء القناع أثناء الركض؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 18, 2020

إنّ وضع قناع الوجه يكون خانقاً جداً! ولا شكّ في أنّ الذهاب إلى السوبر ماركت وإعادة استنشاق الأنفاس الساخنة ليس شعوراً مُمتعاً. لكن ماذا عند الركض في الهواء الطلق؟ هل من الضروري ارتداء القناع أيضاً؟
ما هو مؤكّد حتى الآن أنّ وضع القناع في ظروف معيّنة أمر فائق الأهمّية. وأوصَت أخيراً مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بارتداء قناع وجه قماشي في الأماكن العامة حيث يصعب الحفاظ على تدابير التباعد الاجتماعي لإبطاء انتشار الفيروس. ولكن هل يجب على العدّائين ارتداء قناع الوجه في الخارج؟



إستناداً إلى الطبيب الأميركي العالمي، د. أوز، فإنّ ذلك يعتمد على أمور عدة. يجب أولاً تقييم المحيطين، بحيث أنّ الشيء الأهمّ الذي يمكن فعله أثناء الركض هو إبقاء مسافة آمنة. وفي حين تنصح «CDC» بالحفاظ على مسافة 6 أقدام، لكن ما هو أفضل للعدّائين ترك مسافة 10 أقدام من الآخرين. من المنطقي أنّ مسافة أكبر تكون آمنة أكثر، كما أنها تترك مساحة في حال الحاجة لتمرير شخص ما. إذا كان من الممكن توفير هذا النوع من المسافة، فإنّ وضع القناع قد لا يكون ضرورياً.




وعمّا إذا كان يمكن التقاط الفيروس خارجاً، أوضح د. أوز أنّ هناك عدداً من المتغيّرات التي تجعل خطر انتقال الفيروس في الهواء الطلق منخفضاً نسبياً، رغم حقيقة أنه لم يتم قياس هذا الخطر بشكل نهائي. إنّ عوامل مثل الرياح، وأشعة الشمس، والمطر، والرطوبة، ودرجة الحرارة قد تؤثر في عدوى الفيروس وقابلية انتقاله، ما يجعل الخارج أكثر أماناً من البيئة الداخلية. وطالما أنّ الشخص لا ينخرط في تمرين جماعي ويحافظ على مسافة آمنة من الآخرين، فإنّ خطر التقاط الفيروس في الخارج أو نقله يكون منخفضاً.



هل يجب إذاً وضع القناع؟ أجاب د. أوز أنه في حال الركض في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، أفضل ما يمكن فعله هو تغيير الطريق أو التوقيت لتفادي الازدحام، ما يُسهّل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق من دون القلق حيال ارتداء القناع. أمّا إذا كان ذلك مستحيلاً، فلا بدّ من ارتداء القناع رغم أنه يكون مُصاحباً ببعض المخاطر. يوجد أسلوب شائع وبشكل متزايد مع بعض العدّائين يتمثّل بوضع القناع حول العنق ثمّ رفعه نحو الأنف عند الاقتراب من الآخرين. هذه الطريقة غير فعّالة لأنها قد تزيد من انتقال الجراثيم نتيجة لمس الوجه بأكمله. عند اختيار ارتداء القناع يجب تركه طوال وقت الركض، مع الحرص على اختيار النوع الذي يمتصّ العرق بما أنّ الأقنعة الرطبة تفقد الكفاءة المضادة للميكروبات ولا تفعل أي شيء جيّد في منع انتشار الفيروس.



القناع مؤذ للعدّائين؟

شدّد د. أوز على أنّ ارتداء القناع أثناء الركض قد يكون غير مُريح، ولكنه ليس خطيراً. يُشاع أخيراً على الإنترنت معلومة تُخيف الناس وهي أنّ وضع القناع يسبّب ما يُعرف بالـ»Hypercapnia»، أي فرط ثاني أوكسيد الكربون في الدم. وتشمل الأعراض الدوخة، والنعاس، والارتباك، والتعب. أمّا الحالات الشديدة فقد تسبّب نوبات صرع، وفقدان الوعي، وحتى الموت. غير أنّ أسباب فرط ثاني أوكسيد الكربون في الدم تشمل أمراض الرئة، أو العجز عن التنفس جيداً مثل نوبة ربو حادّة، أو التعرّض لبيئات مكتظّة بثاني أوكسيد الكربون، كمثل انفجار البركان. أمّا بالنسبة إلى وضع القناع فلا يشكّل سبباً لذلك! إنّ الأقنعة تستطيع خفض انتشار «COVID-19» لأنّ الجُسيمات كبيرة بما يكفي كي يُحاصرها القناع وعدم المرور منه. غير أنّ ذلك لا ينطبق على الغازات مثل ثاني أوكسيد الكربون والأوكسيجين، اللذين يمرّان بحرّية من خلال القناع، ما يمنع بالتالي حدوث الـ»Hypercapnia».



وختاماً، قال د. أوز: «في حين أنّ ما من دافع طبّي لارتداء القناع أثناء الركض والحفاظ على مسافة ملائمة، إلّا أنّ هناك حتماً دوافع اجتماعية، بحيث أنّ هذا التصرّف يشكّل علامة احترام للمحيطين. وبغضّ النظر عن موقفكم إزاء وضع القناع خلال الركض، إحرصوا على القيام بذلك في المتاجر وغيرها من الأماكن حيث يكون التباعد الاجتماعي فيها غير كاف إستناداً إلى معايير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها».


الجمهورية