صونيا رزق - دعوة روكز الى إشعال الثورة محطة لإحياء الخط العوني القديم

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 17, 2020

«لا زلت أنتمي الى الخط السياسي القديم الذي انطلق مع الجنرال ميشال عون، لكن لدي وجهات نظر مختلفة، وأخذت قراري بالانسحاب من تكتل لبنان القوي بعدما شعرت بأنني لست أنا في هذا المكان، وأنا اصلاً انتمي الى الخط المؤسس لهذه الحالة العونية العريضة»، عبارات لطالما ردّدها النائب شامل روكز لدى سؤاله عن إنتمائه السياسي، بعد تغريده خارج سرب التيار الوطني الحر، على أثر خروجه من تكتل «لبنان القوي»، على خلفية رفضه لقرارات التكتل في ملفات عدة، فضلاً عن خلافه السياسي مع رئيس التكتل والتيار جبران باسيل.

من هذا المنطلق كانت إطلالات النائب روكز بمثابة إطلالات العماد ميشال عون السابقة، وذلك في عيون مناصريّ الاخير، وخصوصاً الرافضين لسياسة باسيل التي حوّلت التيار الى عدة اجنحة ، من ضمنها: مناصرو الرئيس والعهد، والباسيليون، وانصار العميد روكز، ومعارضو التيار الذين اُخرجوا منه مرغمين بسبب خلافاتهم مع باسيل، وصولاً الى الجيوش الالكترونية الذين أشعلوا منذ يومين مواقع التواصل الاجتماعي فور انتهاء النائب روكز من مؤتمره، والذي اتى بعد ثلاثة أيام من مؤتمر النائب السابق سليمان فرنجية التصعيدي تجاه التيار الوطني الحر، ما أنهك المناصرين من الردود بشكل متواصل على مهاجمي باسيل وما اكثرهم ، مع الاشارة الى ان النائب روكز يحظى بمحبة واحترام كل قواعد ومناصري ومعارضي التيار، نظراً لسلوكه السياسي المشرّف وتاريخه النضالي في المؤسسة العسكرية، حيث يكّن له اكثرية اللبنانيّين كل الاحترام كما لكل فرد في هذه المؤسسة.

الى ذلك برز العميد روكز في مؤتمره الاخير، كصوت مدو ومدافع عن الشعب الجائع والمغلوب على أمره، بعد دعوته الى إحياء الثورة من جديد والانتفاضة على كل ما يجري، ما دفع بمصادر سياسية مراقبة لما يجري ضمن جدران العهد والتيار الوطني الحر، الى إعتبار روكز بمثابة الممثل الاول اليوم لسياسة التيار القديمة، التي لطالما وقفت الى جانب الشعب تدافع عن حقوقه. معتبرة بأن روكز يحظى اليوم بثقة كبيرة في الشارع اللبناني، خصوصاً بعد مواقف عدة ترافقت مع بدء الانتفاضة الشعبية، دعا خلالها الى سماع صوت الشعب وتلبية مطالبه اولاً، الامر الذي جعله بعيون مؤيديه قائداً مُكمّلاً لمسيرة العماد عون قبل ان يصبح رئيساً، أي ان روكز ومن منبره قبل يومين ثار وانتفض بقوة مع اللبنانيين.

ورأت المصادر المذكورة بأن التناقض السياسي بين روكز وباسيل، أحدث إنقساماً داخل البيت العوني، إن على صعيد عائلة عون او ضمن التيار والصهرين، أي ان روكز كان ولا يزال المنافس الاكبر لباسيل على جميع الاصعدة، فمواقفه لم تتغيّر حتى قبل ان يصل الى المجلس النيابي، فكان خير ممثل للشعب ليس فقط الكسرواني الذي اعطاه ثقته، بل كان الممثل لكل لبنان، كما يُعتبر خير ممثل لكل عضو او مناصر او معارض لسياسة التيار الوطني الحر اليوم، لانه قادر على جمع كل قواعد التيار تحت عباءته، التي لا تزال تذكّرهم بمواقف العماد عون حين كان في المنفى، من هنا تظهر قوة هذا المغوار الجريء والنظيف والمميّز عن كل سياسيّي لبنان.

ولفتت المصادر عينها الى ان تأكيد روكز مراراً بأن انتفاضة الشعب محقة، شكّل محطة لإستعادة الخط العوني القديم والخطابات السابقة للعماد عون ، اذ كان روكز من اول النواب الذين ايدوا انتفاضة 17 تشرين الاول، معلناً: «هي ليست ثورة بل انتفاضة شعبية قابلة لهذا التحوّل، والافضل ان يكون لديهم قائد يتحلى برؤية واضحة، إن لم يكن اليوم فالافضل ان يتواجد لاحقاً، لانهم يحتاجون الى تنظيم وتوحيد نظرتهم للامور والمطالب، اذ بتنا نرى في بعض الاحيان مواقف مضادة ضمن الانتفاضة، فيما القائد يستطيع نقل مطالبها للمسؤولين بدقة وثقة اكثر، واذا تحولت الانتفاضة الى ثورة فبالتأكيد سأكون في الشارع الى جانب اللبنانيّين».

هذه المواقف التي لم تتغّير لدى حدوث أي طارئ يحوي المصلحة الخاصة، زادت من مناصري روكز ومن كل الاطياف، خصوصاً مع دعوته للاستعداد الى «يوم الكرامة» لان الثورة آتية لا محالة.

وختمت هذه المصادر بأن اللقاء الذي عُقد بين الجنرالين شامل روكز وجورج نادر، والذي انتج اتفاقاً للوقوف الى جانب الثورة، سيُعطي معنويات عالية جداً لكل الثوار والمتقاعدين العسكريين، لانه إنطلق من إندفاعة رجلين نظيفين بعيدين عن الخبث السياسي وتناحراته وسجالاته، متوقعة عودة الثورة بقوة الى الساحات، لان الدعوة وحين تأتي من خلفية البزة العسكرية، فهذا يعني دعوة شرعية محقة لا مساس فيها، بل ثقة كاملة يراهن عليها اللبنانيون.

من هنا ثمة اسئلة تطرح: "هل ينجح المغوار في إستعادة وإستنهاض رهج التيار كما كان في السابق؟، إنطلاقاً من العودة الى الشارع المحتاج الى الدعم السياسي المطلق، والى رجل نظيف يحتاجه اللبنانيون وسط رفضهم لجميع السياسيين".


الديار