الأرثوذكس يدفعون الثمن بين مطرقة القصر وسندان السراي
شارك هذا الخبر
Saturday, May 16, 2020
أخبار اليوم
ذكرت مصادر مطلعة على ملف تعيين محافظ جديد لمدينة بيروت ان كباشًا يحصل حول آلية التعيينات بين فريق الرئاستين حيث توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو لترك الخيار لكل وزير في تطبيق آلية التعيين او عدم تطبيقها والحفاظ على حقه الدستوري في رفع الاسماء المقترحة إلى مجلس الوزراء للتصويت. بينما يتجه فريق رئيس الحكومة حسان دياب من وزراء مستقلين وغيرهم إلى اتباع آلية تطبق من قبل جميع الوزراء وتحفظ للوزير دوره الدستوري برفع الأسماء الناتجة عن الآلية الى مجلس الوزراء.
واشارت المصادر عبر وكالة "أخبار اليوم" على ما يبدو ان كباشًا يحصل حول من له الكلمة الفصل في التعيينات تحت حجة النقاش حول الآليات، مما يؤخر التعيينات. وتفيد ان الطائفة الارثوذكسية قد وضعت في وسط المواجهة مع رئيس الحكومة حسان دياب الذي يبدو متمسكًا بمرشحته لموقع محافظ بيروت د. بيترا خوري باسيل، بالرغم من عدم أهليتها للمنصب الذي يتطلب اجازة في الحقوق او ما يعادلها كالعلوم السياسية مثلا، وهي متخصصة في الصيدلة. اضافة الى انها نقلت نفوسها الى الطائفة المارونية بالزواج من شادي باسيل، المقرب من جبران باسيل، و سجلها ١٦ غلبون، جبيل. كما ان خاله هو ايضا مستشار اقتصادي مع رئيس الحكومة.
واستغربت المصادر تمسك دياب بإسم لا يستوفي شروط التعيين ومواجهة الطائفة الأرثوذكسية بكافة أقطابها مدنيين وروحيين بما فيهم بطريرك أنطاكيا يوحنا العاشر، الذين طالبوا بإنصاف الطائفة وانجاز التعيينات بناء على الكفاءة وآليات شفافة.
واضافت: كما من المستغرب ان يكون رئيس الجمهورية عاجز عن البت في تعيين موقع محافظ بيروت المسيحي بعد ما كان قد التزم أمام أقطاب الطائفة ممثلين بمطران بيروت المتروبوليت الياس عودة بالاهتمام بتعيين الشخص المناسب في هذا الموقع.
وسأل: هل هناك من يصب الزيت على النار ليحشر دياب في المواجهة حول سلة التعيينات، ومن ضمن الأدوات الطائفة الأرثوذكسية؟ وهل ستراعى إرادة الطائفة ومطران بيروت عندما تحل عقدة التعيينات أم انها ستأتي على حساب المرشحين الأكفاء لمنصب محافظ بيروت والمحافظ الحالي؟
واشارت الى ان هذا التوتر لا يخدم دياب اذ يضعه في مواجهة مع الطائفة الرابعة في لبنان حول موقع ميثاقي جسد تاريخيًا العلاقة بين رؤساء الحكومات السنة وأرثوذكس بيروت خاصة ولبنان عمومًا. ولن يكون لصالحه إيلاء الموقع بالوكالة لمحافظ جبل لبنان المحسوب على تيار المستقبل، فتصبح رئاسة المجلس البلدي والمحافظة بيد منافسيه.
وافادت المصادر ان لا اتصال مباشر بين الرئيس دياب والمطران عودة، وكل الاتصالات تحصل عبر القصر الجمهوري وبعض الوسطاء. فلا بد ان كلامًا مباشرًا من شأنه ان يوضح العديد من الأمور.
واعتبرت انه في حال كان دياب فعلا مصرًا على تعيين بترا خوري خارج الآليات كما يروى خلافا للمواصفات ورأي مطران بيروت وأقطاب الطائفة، فيكون ذلك دلالة واضحة على سوء قراءة الأمور مما سيضع الطائفة الأرثوذكسية برمتها في موقف سلبي تجاه رئيس الحكومة ويستدرج موقفا عالي السقف من الوزراء الأرثوذكس في حكومة دياب، الذي يحتاج لكل صديق في المرحلة القادمة وهو يشيد الحواجز الحديدية حول السراي الحكومي تحسبًا لما سيأتي.