الغارديان- منقذ وليس شريرا

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 15, 2020

في مقال بالغارديان، يناقش بيتر فرانكوبان مدى استفادة الصين من وباء "كوفيد 19" الذي بدأ من أراضيها.

ويقول بيتر، وهو أستاذ التاريخ العالمي بجامعة أكسفورد، إن فيروس كورونا "أتاح للصين فرصة تاريخية ، فهل ستستغلها؟"

ويضيف أنه عندما بزغ عقد جديد قبل بضعة أشهر، توقع كثيرون أن يكون الموضوع المهيمن هو ظهور الصين المستمر ودورها في عالم يتغير بسرعة، وأن قليلين يشتبهون في أن التنافس والعداء بين الصين والغرب سيُحدد إطارهما وباء عالمي وكذلك التحديات - والفرص - التي يوفرها هذا الوباء للبلدان حول العالم.

وكانت الصين منشأ الوباء، وها هي الحياة تعود إلى طبيعتها فيها، وإن كانت بطيئة، حسبما يقول الكاتب، الذي يشير إلى أن التصنيع والإنتاج في ارتفاع مع فتح المصانع وبدء العودة إلى مستويات مماثلة للنصف الثاني من العام الماضي.

ويقول "تظهر البيانات الصادرة عن سلطات الجمارك الأسبوع الماضي أنه مع الانخفاض الكبير في الواردات، ارتفعت الصادرات (الصينية) على أساس سنوي لشهر أبريل/نيسان، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الشحنات الضخمة من منتجات الرعاية الصحية".

ويعتقد الكاتب أنه "ليس من المستغرب أن تكون الصين أقل حرصا على التحدث عن الخطأ الذي حدث من حرصها على الكلام عن الأشياء الصائبة التي تفعلها وهي أقنعة الوجه والأثواب اللازمة للجراحة وأجهزة التنفس التي تُوزع في أنحاء العالم، وهي أمور يتم تذكيرنا بها باستمرار".

ويشير إلى أنه "نُقل عن مسئول بوزارة الصناعة (الصينية) قوله فى أبريل/نيسان إن الصين وحدها لا تستطيع إمداد الكوكب كله المنكوب بالوباء بأجهزة التنفس. إنها تريد أن تلعب دور المنقذ، وليس الشرير".

ويمضي الكاتب في توضيح مدى استفادة الصين من الوضع الحالي، ويقول "ساعدت معدلات الإصابة المرتفعة عبر العديد من البلدان المتقدمة والديمقراطية في تحويل مسار القصة بعيدا عن الصين، إلى مسار يتحدث عن سبب أداء الديمقراطيات السيء للغاية في التعامل مع الوباء".

ويضيف "إنها رسالة تجد أرضا خصبة للانتشار في أجزاء كثيرة من العالم. على سبيل المثال، قالت قناة العربية المملوكة للسعودية إن "الصين هي الدولة الوحيدة التي حققت أداء جيدا في التعامل مع هذه الأزمة".

ويشير الكاتب كذلك إلى قول ألكسندر فويتش، رئيس صربيا، في بيان غاضب حول قيود الاستيراد التي فرضها الاتحاد الأوروبي، "إن التضامن في أوروبا غير موجود ...والدولة الوحيدة التي يمكنها مساعدتنا هي الصين".

ويقول بيتر "قد يفوز إرسال المعدات الطبية بالشكر على المدى القصير، كما هو الحال في أفريقيا، حيث تلقت كل دولة 100 ألف قناع (وأكثر) من رجل الأعمال الصيني جاك ما، ولكنها تعزز أيضا الرواية عن القيادة العالمية الصينية، والتي تروج لها بكين في العديد من البلدان والمناطق لسنوات عديدة".