الغارديان- حجب المعلومات "يؤدي إلى التضليل"

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 14, 2020

في مقال بصحيفة الغارديان يتهم أحد مستشاري حكومتي المملكة المتحدة وإقليم اسكتلندا وزارة بوريس جونسون بعدم الشفافية مع البريطانيين بشأن التعامل مع وباء فيروس كورونا.

ويقول ستيفن ريتشر إن "الشفافية أساسية في الأزمة .. فلماذا لا تكون الحكومة البريطانية واضحة معنا".

وترجع أهمية رأي ستيفن إلى أنه عضو بإحدى لجان تقديم المشورة بشأن العلوم السلوكية، ومستشار لحكومتي المملكة المتحدة واسكتلندا بشأن فيروس كورونا، وأستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة سانت أندروز.

يقول الكاتب إنه ربما يفترض البعض أن من المهم خلال وقت الأزمات أن تحتفظ الحكومات بالمعلومات لنفسها.

ويضيف "بالتأكيد، في خضم صراع الحياة والموت، تكون الأولوية للبراجماتية والفعالية. في مثل هذه الظروف، يعد الانفتاح مجرد رفاهية لا يمكننا تحملها".

إلا أنه يؤكد أن "الانفتاح ليس ترفا، أو مبدأ تجريديا يجب وضعه في مواجهة الاحتياجات الأكثر إلحاحا. إنه، في الواقع، عنصر حاسم في النضال من أجل هزيمة المرض. ولعدد من الأسباب، نادرا ما تقدر الحكومات ذلك".

ويتعلق أهم هذه الأسباب، حسبما يرى ستيفن، بمفهوم النخبة لعلم النفس البشري.

ويضيف "هناك وجهة نظر قديمة، تعود إلى فجر التصنيع وتشكيل المجتمع الكبير، مفادها أن الناس ضعاف نفسيا. ومنطقهم في التفكير محاط بالتحيز. ولا يمكنهم فهم تعقد الأمور أو التعامل مع عدم اليقين. بالتأكيد لا يمكنهم التعامل مع التهديد. لذا فهم ينطوون خلال الأزمات. ويكون رد فعلهم متسما بالإفراط واللاعقلانية والخلل. وردود فعلهم تخلق العديد من المشاكل، إن لم يكن أكثر من الأزمة الأصلية نفسها".

ويشير الكاتب إلى أنه "تم تغليف هذه الرؤية بمشهد شائع في أفلام الكوارث في هوليوود: فالناس يفرون من الخطر، ويصرخون ويلوحون بأذرعهم في الهواء، قبل مواجهة نهاية مروعة".

غير أن ستيفن يقول إنه "خلافا للاعتقاد الشائع، نادرا ما يصاب الناس بالذعر في المواقف الخطرة. حجب المعلومات يؤدي إلى التضليل ونتائج عكسية".

ويعتقد العالم البريطاني أن "القصة الحقيقية لهذا الوباء هي قصة بطولة ملحوظة من جانب الجمهور. إذا تم احتواء انتشار الفيروس، فذلك لأن امتثال الأشخاص لعملية الإغلاق تجاوز التوقعات بكثير. لم يكن هذا سهلا. يعاني الكثير من الناس، ومع ذلك ظلوا في المنازل من أجل الصالح العام".

ويخلص ستيفن إلى أنه "في النهاية، نحتاج إلى تحول أوسع في العلاقة بين الدولة ومواطنيها. يجب على الحكومة أن تتخلى عن سيكولوجية إرضاء الناس كأنهم أطفال. يجب أن تعترف بقدرة الجمهور على الاعتراف والتعامل مع الحقائق القاسية واحترام هذه القدرة. ويجب أن تشركنا كشركاء كاملين في كل مرحلة من مراحل الاستراتيجية ضد كوفيد-19: من صياغة استراتيجية المواجهة إلى تنفيذ وتقييم السياسة. وكما هو الحال في أي علاقة بناءة، لا يمكن أن يحدث أي من هذا دون وضع الانفتاح في صميم ما تفعله الحكومة".