خاص- عن بيانات دياب المتناقضة مع "لودريان" وبطريرك الارثوذوكس.. فأين الخلل؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 10, 2020

خاص - هلا الترك
الكلمة أونلاين

العينُ على الحكومة.. سواء من الجهات المعارضة لها،ام الأوساط الخارجية خاصة تلك المانحة منها ، وصولاً إلى العين "الداخلية" الخائفة من الوقوع في "الإخفاق" .. هذه الحكومة التي إعتبرها البعض حكومة "الفرض" ووصفها آخرون بالحكومة "الإنقاذية" لا شك أنها تتخبط اليوم من شدّة الضغوطات الإقتصادية، السياسية وحتى الصحية.. ولكن هل يكون هذا التخبّط الناتج عن القلق سبباً في "تضارب التصريحات"؟

ليست المرة الأولى التي يصدر فيها بياناً عن الحكومة اللبنانية لا يشبه في مضمونه البيان الصادر عن الجهة المعنية الثانية، بمعنى آخر، بيانان من جهتان لمناسبة واحدة ولكن لكل بيان "تفسير".

الحادثة الأولى حصلت خلال الإتصال الذي جمع كل من وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان-إيف لو دريان ورئيس الحكومة حسان دياب، وصدر عن كل جهة منهما بياناً صحافياً ولكن بمضمونين مختلفين، وليس من حيث "إنتقاء" المفردات والصياغة إنما في أمور مصيرية وجوهرية. إذ ان البيان الصادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية تحدث عن استعداد فرنسا دعم لبنان مع صندوق النقد الدولي، وهو ما لم يرد في البيان الفرنسي. ومن جهة ثانية، كشف عن نية فرنسا لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، الأمر الذي لم يذكره البيان الفرنسي أيضاً. بالإضافة إلى ذلك تضمن البيان بنسخته اللبنانية موضوع دعم فرنسا لبرنامج الحكومة الإصلاحي، وهو أمر غير مذكور في النسخة الأجنبية منه.

قد تكون هذه المرة الأولى، وقد يكون الشخص المعني "أغفل" إما في الترجمة أو في إكتساب المعلومة، ولكن ما يثير الإستغراب هو تكرار هذا النوع من "التضارب" في البيانات الصحافية ولكن هذه المرة مع بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي.ف في البيان الصادر عن الحكومة ورد أن البطريرك في إتصاله مع دياب أيد التوجهات التي يعتمدها الأخير بالنسبة لمعايير الكفاءة والنزاهة في التعيينات الإدارية. أما البطريركية ففي بيانها شددت على أهمية احترام مواقع الطائفة الأرثوذكسية في التعيينات وتعويض الظلم الذي لحق بها خلال التعيينات السابقة. وتجدر الإشارة إلى ان "الصرخة" في الأوساط الأرثوذكسية في ملف التعيينات كانت قائمة قبل هذا الإتصال، ولا تزال صاخبة حتى هذه الساعة.

فمن المسؤول عن هذا الخطأ؟ هل هي محاولة مبطنة لـ"تلميع" صورة الحكومة على إعتبار أنها تسعى جاهداً لتحقيق الإصلاحات؟ أما هناك خلل فعلي ولكن"بريء"؟ في هذا الإطار قالت معلومات حكومية لموقع "الكلمة أونلاين" أنه لا يوجد "تضارب" في البيانات، ووصفت البيانات بـ"التفسيرات المختلفة".وعلّقت بالقول:" أشاد البطريك اليازجي بموقف الرئيس دياب، من منطلق حكمته في المحافظة على الطوائف اللبنانية، ونفس الأمر ينطبق على الجانب الفرنسي الذي من المنطقي أن يدعم لبنان في تحسين نهجه الإقتصادي." وأضافت المعلومات:" أنه مجرد إختلاف في وجهات النظر."

وإعتبرت أن هذا الكلام لا يضرّ الحكومة ولا يهزّ من الثقة بها معتبرة أن الحكومة تعمل على أهداف محددة ومن أولوياتها الشؤون المعيشية والإقتصادية في الوقت الحالي. وأضافت:" لكل طرف سياسي رأيه إلا أن موقف الحكومة واضح، هذه الحكومة التي تضم أشخاص متخصصين يعملون على معالجة المشاكل الاقتصادية التي لا يتجاهلها احد، لاننا في الواقع نواجه أزمة فعلية." وفي الختام قالت:"لهم الحق بالتعبير عن رأيهم، الحكومة تعمل بحسب أهدافها التنموية ولكل جهة سياسية في لبنان رأيها."


الكلمة اونلاين