الغارديان- ما جدوى ثروة بريطانيا؟!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 5, 2020

في مقال بصحيفة الغارديان، بعنوان "ما جدوى ثروة بريطانيا إذا لم نتمكن من حماية العمال الضروريين أثناء الوباء؟"، تتحدث نسرين مالك عن قصة أحد عمال الإسعاف، تكشف، حسب رأيها، عن أن "الفقراء والضعفاء هم أكثر عرضة للوفاة على الرغم من ازدهار بلادنا".

وتقول الكاتبة إنه يمكن رؤية هذا الاختلال المنتظم المميت في مجتمعنا، بشكل صارخ، من خلال فحص وفيات العاملين في مجال الرعاية الصحية، مشيرة إلى حالة عبد الله جلال الدين، وهو عامل في خدمة الإسعاف في كينغستون ، جنوب غرب لندن.

وتقول الكاتبة "كانت وظيفته هي نقل المرضى من منازلهم، ودور الرعاية والتمريض، إلى المستشفى والعودة. أخبرتني عائلته بأنه شعر بالقلق منذ بداية الوباء، فالعديد من المرضى الذين كان ينقلهم، هو وزملاؤه، يعيشون في دور رعاية حيث ينتشر الفيروس ، وقد رفض رؤساؤه في العمل طلبه الحصول على أي نوع من أنواع معدات الحماية".

وتشير الكاتبة إلى أن جلال الدين توفي، عن 53 عاما، يوم 9 أبريل/نيسان الماضي، بعد إصابته بالفيروس إثر اتصاله مع مريضة كبيرة في السن لم تتوفر لها مستلزمات الحماية الضرورية في تعامله معها.

,تقول الكاتبة إن "وفاة جلال الدين هي نتيجة عدد من الاتجاهات التي نمت منذ عقود، وأودت بشكل مبالغ فيه بحياة أولئك الذين يعانون بشكل حاد من عدم المساواة في المجتمع" .

وتشير نسرين إلى أن مهمة سيارة الإسعاف التي كان يعمل بها المتوفى أُسندت إلى شركة خاصة لمساعدة خدمة الإسعاف التابعة لخدمة الصحة الوطنية التي تعاني نقص التمويل. وتضيف أن هذه الممارسة لا تزال مستمرة حتى بعد إلغاء عقود شركات خاصة أخرى بسبب ضعف أدائها، والتي كانت قد فازت بهذه العقود بسبب رخص عروضها المالية.

وتعتبر الكاتبة أن "هذا السباق إلى القاع يعني أنه عندما طلب جلال الدين معدات الوقاية الشخصية (PPE)، لم يتم إعطاؤه قفازات، كما تقول عائلته".

وتقول نسرين إن "الازدهار الاقتصادي الذي نتمتع به في المملكة المتحدة تراكم عبر سنوات من التحرير والخصخصة العدوانيين، مضحين بصحة الآخرين وسلامتهم وكرامتهم وأرواحهم."

وتضيف أن هذا "بالنسبة للفئات الضغيفة في بريطانيا، كان واضحا منذ فترة طويلة. فبالنسبة لهم، كانت الأزمة واضحة. وبينما تتسبب وفاتهم في تضخيم حصيلة القتلى في بريطانيا، لم يعد بإمكاننا أن ننظر إلى أنفسنا كأمة ونرى أي مقياس للثروة يشعرنا بالفخر. مع كل وفاة كان يمكن تجنبها، لأن الأنظمة القادرة على منع موت مواطنيها قد قضى عليها التقشف، علينا أن نسأل أنفسنا، ما جدوى ثروتنا الوطنية؟"