الحجر الصحي يعزز قوة شركات التكنولوجيا

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 4, 2020

بينما تخيّم على الإقتصاد العالمي حال من الشلل بسبب فيروس كورونا، إلّا أنّ القوى الإلكترونيّة العالمية تحقّق ارتفاعاً ملحوظاً يعدها بمستقبل أكثر ازدهاراً.

تسجل الخدمات الرقمية، خاصة خدمات مواقع التواصل الإجتماعي، إقبالاً كبيراً لم يحصل مثله في السنوات الخمس الماضية.

مستويات قياسية

سجّل عدد الإتصالات التي تتم عبر تطبيقي «واتساب» و«مسنجر» ارتفاعاً كبيراً، ليصل إلى مستويات مشابهة لتلك المسجلة خلال احتفالات رأس السنة التي تشكل الذروة السنوية في العادة. كذلك ارتفع عدد الإتصالات عبر خدمة «تيمز» لمؤتمرات الفيديو التابعة لـ«مايكروسوفت» بنسبة 1000% خلال الشهرين الماضيين.

من جهتها، وفي ظل الارتفاع الكبير في معدلات البطالة، إستحدثت شركات البيع عبر الإنترنت ملايين الوظائف الإضافية لمواجهة الازدياد الهائل في طلبات الشراء عبر الإنترنت منذ اعتماد مبدأ التباعد الإجتماعي. أمّا «غوغل» و«آبل» فستطلقان من ناحيتهما أدوات جديدة رقمية أو حقيقية، بينها ما يوفّر خدمات أساسية مثل تَتبّع عمليات التواصل البشري لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.

إزدياد أعداد المستخدمين

ومع تدابير الحجر المنزلي، إستقطبت ألعاب الفيديو أعداداً جديدة كبيرة من المستخدمين، حتى أنّ كثيرين ممّن لم تكن تستهويهم هذه الأنشطة، مثل المسنّين، بدأوا بلعب الألعاب الرقمية. الأمر الذي أجبرَ بعض الشركات من فيسبوك على إطلاق تطبيق لألعاب الفيديو لمنافسة «أمازون» و»مايكروسوفت»، فضلاً عن منصة جديدة لاتصالات الفيديو تحمل إسم «مسنجر رومز» تتيح الغوص إفتراضياً في غرفة جلوس الأصدقاء، لتكون منافساً لـ«زووم».



في السياق عينه، دخل عدد كبير من الأطفال العالم الرقمي، وأعاد كثير من العائلات الاشتراك بخدمات الفيديو تحت الطلب مثل «نتفليكس». وعلى الرغم من ذلك، حذّر الخبراء الجهات المستفيدة من تدابير الحجر المنزلي إعطاء انطباع بالاستفادة من الأزمة الصحية، خصوصاً في ظل صعوبة رصد العادات التي ستعمر طويلاً، وتلك التي ستزول سريعاً مع انقضاء الأزمة. وأشاروا إلى أنه عندما سيعود بإمكان الأشخاص زيارة الأصدقاء والخروج من المنزل، سيتوقف الكثيرون عن تمضية أوقات عبر مؤتمرات الفيديو والإتصالات الرقمية.

من جهة أخرى، أثّر فيروس كورونا على بعض الشركات الرقمية، خاصة تلك المصنعة للهواتف الذكية. فبسبب عمل الموظفين من المنزل، سجلت هذه الشركات تأخراً في إنتاج الأجهزة الإلكترونية، كالهواتف الذكية واللوحيات وألعاب الفيديو. ونتج عن ذلك خسائر مالية كبيرة. وللتعويض عن ذلك، أطلقت بعض هذه الشركات مثل «آبل» خدمات رقمية مثل خدمتها الموسيقية الجديدة «آبل ميوزيك» مع 6 أشهر مجانية للمشتركين الجدد، في محاولة للتعويض عن الخسائر المالية. كذلك أتاحت «غوغل» خدمتها «ستاديا» لألعاب الفيديو على الحوسبة السحابية مجاناً لفترة شهرين.

شادي عواد
الجمهورية