اجتماع طارئ لرابطة الكالشيو... لاتسيو خائف من سيناريو 1915

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 1, 2020

يرتفع مستوى القلق في إيطاليا عشية الاجتماع المقرّر لبحث مصير الدوري. وبات من شبه المحسوم أن المسؤولين عن الموضوع يتّجهون لإلغاء الموسم، خاصة بعد كلام وزير الرياضة في البلاد فينتشنزو سبادافورا عن أن الطريق بدأ «يضيق أكثر فأكثر» بشأن استئناف مباريات الدوري، ناصحاً المعنيين باللعبة بتحويل تركيزهم نحو التحضير للموسم المقبل.

ومن المؤكّد أن أي سيناريو مماثل لن يحظى بمساندة لاتسيو ورئيسه كلاوديو لوتيتو الذي أعرب مراراً وتكراراً عن رغبته باستئناف الموسم، لا سيما أن فريقه يملك فرصة الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ موسم 1999-2000، بما أنه كان يحتلّ المركز الثاني بفارق نقطة فقط عن يوفنتوس حامل اللقب بعد 26 مرحلة من أصل 38، قبل أن يُتّخذ قرار تعليق الموسم في التاسع من آذار/ مارس نتيجة تفشّي «كوفيد-19». وفي ظلّ حالة عدم اليقين، بات سيناريو عام 1915 يقضّ مضجع لاتسيو، إذ حُرم فريق العاصمة حينها من محاولة الفوز باللقب بعد أن توقف الدوري نتيجة دخول البلاد الحرب العالمية الأولى في أيار/ مايو من ذلك العام. وذهب اللقب في حينها إلى جنوى، في خطوة اعتبرها لاتسيو ظالمة لأنه كان يجب أن يتشارك الفريقان التتويج بما أن الموسم لم يصل إلى نهايته. واضطر لاتسيو للانتظار حتى عام 1974 لكي يدخل نادي الأبطال، ثم حتى عام 2000 لإضافة لقب ثانٍ. وفي ظلّ المستوى الذي كان يقدّمه قبل قرار تعليق الموسم، يبدو لاتسيو قادراً على إضافة لقب ثالث في حال توصّل مسؤولو اللعبة والحكومة إلى صيغة لاستئناف الموسم.
وُيِصر لوتيتو على أن استئناف الموسم من مصلحة كرة القدم لتجنّب «الضرر الذي لا يمكن إصلاحه» وخطر إفلاس الأندية في جميع الدوريات، موضحاً عشية الاجتماع الطارئ المقرّر اليوم الجمعة للجنة التنفيذية في رابطة الدوري من أجل مناقشة مصير البطولة، «إذا توقفنا، فهذا يناسبني. أنا (الفريق) في دوري أبطال أوروبا وسأوفّر رواتب أربعة أشهر».

ولم يذُق فريق المدرب سيموني إينزاغي طعم الهزيمة منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، وهو أكّد أنه قادر حقاً على إزاحة يوفنتوس عن العرش بالفوز على بطل المواسم الثمانية الماضية مرتين هذا الموسم بنتيجة واحدة (3-1) في الدوري والكأس السوبر.

تعليق رئيس نادي لاتسيو ليس الأول في هذا الشأن، ففي 24 آذار/ مارس الماضي نقلت صحيفة «توتوسبورت» حديثاً بين لوتيتو ورئيس نادي يوفنتوس أندريا أنييلي لم ينكره الطرفان. وقال لوتيتو: «هل رأيت الأرقام (الإصابات والوفيات)؟ آه، هي تنخفض! لكنّي أتحدث مع أطباء مطّلعين وموجودين في الخطّ الأمامي، وليس أطباء الفريق». وردّ أنييلي المصنف آنذاك بين المشكّكين بعودة الدوري «آه، نعم، بالتأكيد. أنت أصبحت الآن عالم فيروسات!».

ويشدّد لوتيتو الذي يملك شركتي تنظيفات تعملان في مستشفيات العاصمة حيث يُعالج مرضى «كوفيد-19»، على «الأهمية الاجتماعية الهائلة لكرة القدم»، مضيفاً أن «تاريخ الرومان صُنِع من الخبز والألعاب (الرياضات القديمة)».

وعندما لا يمارس الضغط من أجل العودة إلى أرض الملعب، ينوب عن لوتيتو في هذه المهمة معاوناه، وهما المتحدّث باسم النادي أرتورو دياكونالي والمدير الرياضي الألباني إيغلي تاري الذي قال: «يجب أن نحترم الموتى والمشجّعين، لكن حتى لو كنا نعيش في فيلم رعب، يجب أن تُستأنف البطولة. إلغاء الموسم سيكون غير عادل». أمّا دياكونالي، فهاجم «نفاق أولئك الذين يريدون منع العودة»، مستذكراً في الوقت ذاته «الخوف القديم»، صدمة لقب عام 1915.

وفي حال لم ينَل لوتيتو مراده باستئناف الموسم، فلديه حلّ لمعضلة تحديد البطل، وذلك من خلال خوض مواجهة فاصلة مع يوفنتوس.

اللاعبون غاضبون
يعكس هدّاف لاتسيو تشيرو إيموبيلي الذي يتصدّر ترتيب هدافي الدوري بـ27 هدفاً أمام نجم يوفنتوس البرتغالي كريستيانو رونالدو (21)، شعور بعض اللاعبين بإحباط ناجم عن «التمييز الحاصل بحقنا» من خلال عدم السماح لهم بخوض التمارين الجماعية، بينما يمكن لرياضيي الألعاب الفردية العودة إلى التمارين. وخلال تقديمه تفاصيل «المرحلة 2» التي من المفترض أن تعتمدها البلاد في خروجها التدريجي من وضع الإغلاق التام المفروض منذ 10 آذار/مارس للحدّ من تفشّي فيروس «كوفيد-19»، ميّز رئيس الحكومة جوزيبي كونتي الأحد الماضي بين الرياضات الفردية والجماعية، موضحاً «سيتم السماح بالتدريبات لكن من دون تجمعات وخلف أبواب موصدة».

وأُعطي الضوء الأخضر للرياضات الجماعية من أجل العودة إلى التمارين اعتباراً من 18 أيار/ مايو، ما يشكّل إحباطاً لرغبة السلطات الكروية في إكمال موسم 2019-2020، بعدما أمهلت نفسها حتى الثاني من آب/إغسطس على أقصى تقدير لإنهاء الدوري المحلّي. وابتداء من الرابع من أيار/ مايو، سيكون بإمكان السبّاحة فيديريكا بيليغريني، أو الدرّاج فينتشنزو نيبالي أو لاعب كرة المضرب فابيو فونييني استئناف التدريب، فيما ستكون أبواب ملاعب التمارين مقفلة أمام لاعبي دوري كرة القدم حتى 18 أيار/ مايو على أقل تقدير بحسب ما حذّر كونتي.

وتذمّر إيموبيلي من هذا التمييز، قائلاً: «لا أريد العودة إلى هناك (الملاعب) لأن لاتسيو يحتلّ المركز الثاني في الترتيب أو لأني متصدر الهدافين، بل لأني أفتقد القيام بما أحبه وعملي. أنا لا أحاول إثارة المشاكل، أنا أطالب فقط ببعض الوضوح كمواطن إيطالي. نحن نريد فقط أداء وظائفنا».