لقي إنتخاب السير كير ستارمر زعيماً جديداً لحزب العمال البريطاني إهتماماً ملحوظاً من قبل الصحف البريطانية على الرغم من أن فوزه كان متوقعاً على نطاق واسع خصوصاً أنه ظل في صدارة حزبه خلال سنوات عملية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
وترى بولي تونبي الكاتبة في صحيفة الغارديان أنه بانتخاب ستارمر " ستعاد صياغة المشهد السياسي، حيث لم تكن هناك معارضة فعالة، بل فراغ، ونسيان" وتعتبر بولي أن حزب العمال الآن "لديه مدع عام كبير مؤهل جيداً " لجعل حكومة المحافظين على المحك خصوصاً في ظل تداعيات وباء كورونا إذ "لم يكن لدى بوريس جونسون ما يخشاه من عدو مهزوم معنوياً أربع مرات" على حد تعبيرها.
غير أن الكاتبة ترى أن "الزعيم الجديد لحزب العمال لديه وقت قصير لجعل ناخبيه يشعرون بأن هذا الحزب قد تحول بالفعل" وأن عليه الآن في سبيل تحقيق ذلك القيام بأمور عديدة من بينها "استدعاء ممثلي الجالية اليهودية لمساعدته على إنشاء عملية مستقلة تماماً للقضاء على معاداة السامية" وإظهار أن الكل يعارض جميع أشكال العنصرية وهو الأمر الذي كان ستارمر وعد بالتصدي له.
كان السير كير ستارمر تعهد خلال السباق على زعامة حزب العمال بتوحيد الحزب وأيضاً بالإبقاء على ما وصفه بـ "راديكالية السنوات الأربع الأخيرة خلال قيادة جيرمي كوربين للحزب مؤكداً على أن الانشقاقات الحزبية يجب أن تنتهي" إذا أراد الحزب التعافي من هزيمة انتخابات عام 2019.
ويعتقد أوين جونز أحد كتاب الأعمدة في الغارديان أن صعود ستارمر إلى زعامة حزب العمال ربما يكتسب أهميته لمجيئه في وقت يوسع فيه رئيس الوزراء المحافظ من "الناحية الإيديولوجية دور الدولة في الاقتصاد إلى درجة غير مسبوقة" لكن الكاتب يعتبر أن "راديكالية العمال لا تزال خافتة".
ولكن يمكن أن ينجح ويرجح جونز أن يكون النجاح حليف ستارمر الذي يستجق الدعم كما يقول بإعتبار أن التفويض الديمقراطي الممنوح له متجذر في أدبيات حزب العمال التي "كان يمكن اعتبارها قبل عام 2015 جذرية بشكل لا يمكن تصوره من قبل الحزب العمال، من قبيل رفع الضرائب على الشركات الغنية والكبيرة لتمويل الاستثمار العام؛ الملكية العامة الديمقراطية للمرافق والخدمات؛ توسيع دولة الرفاهية؛ إلغاء الرسوم الدراسية؛ ثورة صناعية خضراء؛ الدفاع عن حقوق المهاجرين ؛ نهاية الحروب غير القانونية" على حد وصفه.