حكومة 8 آذار... "وحبّة مسك"

  • شارك هذا الخبر
Friday, April 3, 2020

عذراً دولة الرئيس حسان دياب، كل كليشيهات العالم لن تجدي نفعاً في التمويه عن الحقيقة الموجعة... لا أنت بطل من أبطال الثورة ولا حكومتك ولدت من رحمها، وكل استهلاليات مجلس الوزراء ومحاولة دسّ الدسم في ماعون مفرداتك للإيحاء بأنك تنطق باسم الثوار وتحاكي هواجسهم وتطلعاتهم لن تنطلي على مسامع الناس الذين باتوا بمثابة شهود عيان يوثّقون بالجرم المشهود اهتراء شماعة التكنوقراط من فوق رؤوسكم مع عودة كل وزير إلى أحضان بيئته السياسية لينطق باسم أولياء نعمته الوزارية واقفاً على أهبّة الاستعداد رهن إشارة من إصبع الجهة التي وزّرته ليتلقى الإيعاز المناسب منها حيال هذا الملف أو ذاك. البعض تأتيه "التعليمة" بإبقاء مشروع في الدرج فيحجر عليه، وغيره تأتيه على شكل معارضة مشروع آخر فيسحبه من التداول الحكومي... وإذا فشل الوكيل، يتدخل الأصيل على "راس السطح" مهدداً بسحب الوزير نفسه من التشكيلة الحكومية إذا لم تكن قسمة المغانم "شراكة حلبية".

"الشمس طالعة والناس قاشعة" ولا داعي للهلع والمكابرة، إنها حكومة 8 آذار "وحبة مسك" تسير على هدي القوى السياسية التي رعتها، تكليفاً وتأليفاً، وها هي عادت تحت مظلة "الكورونا" التي حمتها من زخات غضب الناس، إلى ممارسات تؤكد كونها حكومة سياسية بامتياز وتكاد تتفوق على سابقاتها بلعبة المحاصصة والمحسوبيات... من التشكيلات القضائية التي فرملها "التيار الوطني الحر" لأنّ مجلس القضاء الأعلى لم يفصّلها على القياس العوني، إلى التشكيلات المالية التي تكسّرت على صخرة تناتش تياري "الوطني الحر" و"المردة" الأعضاء المسيحيين فيها، وما بينهما صفعة "الكابيتال كونترول" التي وجّهها رئيس مجلس النواب نبيه بري للحكومة بيد وزير المالية تحت وطأة فيتو "الثنائي الشيعي" على تمرير المشروع... وكل حديث آخر عن مخالفة "قناعاتي ومنطلقاتي وتوجهاتي" على لسان رئيس الحكومة في معرض تسويقه "تخريجة" سحب بند التعيينات المالية من جدول أعمال جلسة الأمس باعتبارها تتم "بطريقة لا تشبه حكومة التكنوقراط" ليس أكثر من ذرّ للرماد في عيون الناس لن يستطيع تعمية الأنظار عن مشاهدة الأداء الفضائحي لمكونات "اللون الواحد" في إدارة دفة الحكم والحكومة بعيداً من أي خطوة إصلاحية مجزية في وقف الانهيار الاقتصادي والمالي في البلاد.