الدكتور علي طاهر من AUB يقود تجارب علاجية تفتح آفاقاً جديدة لمرضى الثلاسيميا وتخفّف من الأعباء الصحية العالمية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 2, 2020

نُشرت مؤخراً في مجلة نيو إنغلاند الطبية العالمية (New England Journal of Medicine) نتائج تجربة علاجية أجراها البروفسور في أمراض الدم والأورام في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) الدكتور علي طاهر مع فريق دولي من مراكز متعددة. وأشارت النتائج إلى فوائد استخدام بروتين لوسباترسبت للمرضى المصابين بثلاسيميا ب الذي يتطلب إعطاء الدم. وقد أدّت التجربة لاحقاً إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة على هذا العلاج الجديد.



والدكتور علي طاهر هو مدير معهد نايف باسيل للسرطان في الجامعة الأميركية في بيروت ونائب رئيس قسم البحوث في دائرة الطب الداخلي في المركز الطبي في الجامعة. وهو المدير المؤسس لبرنامج كلية الطب في الجامعة لأبحاث الزمالة والأطباء المقيمين كما أنه مستشار مركز الرعاية الدائمة للثلاسيميا.



وأوضح الدكتور علي طاهر: "يحتاج مرضى ثلاسيميا ب إلى تلقّي الدم بشكل منتظم ومدى الحياة. وعلى الرغم من أن الداء، تاريخياً، كان محصوراً بحوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب الصحراء الأفريقية والشرق الأوسط، فإن الهجرة المستمرّة أدّت إلى تزايد عدد المرضى في الولايات المتحدة وأوروبا. وتعتبر الثلاسيميا الآن من الأعباء الصحية العالمية بسبب احتياجات العناية الصحية المرتبطة بها وتكاليفها.



وأوضح الدكتور طاهر كذلك أن الثلاسيميا هي اضطراب موروث في الدم، ويقوم الجسد بسببه بانتاج كمية أقل بكثير من الهيموغلوبين (خضاب الدم) . وفي حالات المرض الشديدة، يضطرّ المرضى للاعتماد بشكل دائم على التزود بالدم منذ طفولتهم المبكرة، ولا يمكنهم العيش بعافية أو البقاء على قيد الحياة من دون عمليات نقل دم منتظمة مدى العمر، وعلى أساس شهري، مما يشكّل مصدر قلق كبير على الصحة العامة.



ولوسباترسبت هو بروتين انصهار دامج يدير تحويل لجائن الفئة ب المنمّية. وقيّمت التجربة قدرته في تخفيف حاجة المرضى إلى متطلبات نقل الدم وهَدَفت إلى تحسين نوعية حياة المريض والتخفيف من مخاطر العلاج المزمن بواسطة نقل الدم، بما في ذلك ما يرافقه من تزايد الحديد في الدم وعواقبه من اعتلال ووفيات. وعلى المدى الأوسع، سيعالج ذلك أيضا التحدي العالمي المستمر المتمثل في توفير منتجات الدم، ولا سيما في البلدان الفقيرة بالموارد.



وشملت الدراسة ما مجموعه 336 مريضاً توزّعوا بنسبة 2:1 على مجموعتين، واحدة حصلت على بروتين لوسباترسبت وأخرى نالت دواءً خلّاباً (وهمياً) على مدى 64 أسبوع قريباً. وحقّقت التجربة هدفها النهائي وأظهرت تفوّق لوسباترسبت في الحدّ من متطلبات نقل الدم، حتى أن نسبة من المرضى استغنت تماماً عن نقل الدم.



وقد أمضى الدكتور طاهر، وهو أحد المؤلفين والبحّاثة الرئيسيين في التجربة، عقوداً من العمل في محاولة لتحسين حياة المرضى عبر تحسين معايير الرعاية من خلال قيادة المبادئ التوجيهية الدولية لإدارة المرض، وتوجيه التجارب المتعدّدة المراكز على نطاق واسع للتحقّق من علاجات جديدة تستهدف الفيزيولوجيا المرضية الأساسية. والعديد من تجاربه حقّق الموافقة على أدوية حسّنت حياة المريض ومفهوم المرض اليوم.



هذا ويستمرّ التطوير العلاجي للوسباترسبت حيث يجري حالياً تقييم قدرته على رفع مستوى الهيموغلوبين وتحسين نتائج إعطاء لوسباترسبت للمرضى، حتى أولئك الذين لا يعتمدون على نقل الدم. وتُنتظر نتائج التجربة العشوائية الاختيار والمتعددة المراكز. والدكتور طاهر هو الباحث الرئيسي.