دخل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بقوة على خط السجال حول ملف التعيينات المالية، في ظل تهديد زعيم تيار المردة سليمان فرنجية بسحب وزارئه من حكومة حسان دياب، وتلويح زعيم تيار المستقبل سعد الحريري باستقالة نواب كتلته في البرلمان، إذ تعهد بري بأن يقف “بكل ما أوتي من قوة كحارس لهذه الجمهورية”.
وقال مصدر سياسي لـ“العرب” إن هناك تباينا بين موقفي بري وحزب الله الذي ترك للرئيس ميشال عون وصهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل “فعل ما يشاءان في الملفات الإدارية (منها التعيينات) غير السياسية”، في حين لم يعد خافيا عدم رضا بري عن حكومة دياب التي سخر من “اختراعها البارود” في ذروة السجال حول إعادة المغتربين اللبنانيين من الخارج.
ويضيف المصدر أن ما قصده رئيس البرلمان بتعهده بلعب دور “حارس الجمهورية” إنما يستهدف التصدي لعون وباسيل في مسألة التعيينات، كما فعل في معارضته لتشريع قانون يبيح للمصارف تقييد الودائع (كابيتال كونترول) وسحبها. ويشير إلى أن بري أراد القول إنه “سيحمي الجمهورية من الاستيلاء العوني على الشؤون المالية”.
وكان رؤساء الوزراء السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي أصدروا بيانا هذا الأسبوع حذروا فيه من عواقب محاولات الاستيلاء على الدولة من خلال معركة التعيينات. واعتبرت وزيرة العدل ماري كلود نجم، الأربعاء، أن “مكافحة المحاصصة أصعب من مكافحة كورونا”، علما أن الوزيرة تعتبر موالية للتيار الوطني الحر الذي يقوده باسيل.
وجمدت التحفظات أولا التعيينات القضائية، ويرجح المصدر أن تؤول التعيينات المتعلقة بنواب حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف إلى المصير ذاته مرحليا. وسعى التيار الوطني الحر إلى الاستئثار بحصة المسيحيين في التعيينات المصرفية، ما أغضب فرنجية وأثار استياء بري خاصة مع محاولة التيار وزعيمه التدخل في حصة الطائفتين الشيعية والسنية.
ويقول المصدر إن الحريري يقبل بالتمديد لمن يشغل تلك المناصب من السنة في حين يصر دياب على تغيير جميع الوجوه الموجودة.
وأعاد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأربعاء، التصويب على الثلاثي الحاكم (حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر) بسبب التعيينات. وشدد على أن “أولى الإشارات اللاإصلاحية التي تصدر عن هذه الحكومة هي ما تسرب عن التعيينات في حاكمية مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وهيئة الأسواق المالية”.
واعتبر أن “التعيينات المرتقبة بعيدة عن كل كفاءة وروح إصلاحية، والسبب: فتش عن الثلاثي غير المرح، وطالما أنه ممسك ومتمسك بالسلطة لا نرجو خيرا من أي شيء”.