استفق ايها الشعب - المحامي ناضر كسبار

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 24, 2020

في بلد مثل لبنان، حيث تكثر فيه الاحزاب والجمعيات والنوادي، يسهل فيه الوصول من قبل مسؤوليهم لتولي أعلى المناصب والمراكز. في حين ان كبار المفكرين يقبعون في مكاتبهم ومنازلهم ولا احد يسمع اراءهم وافكارهم ومشاريعهم.
واذا عدنا الى لائحة الاحزاب والجمعيات – وخصوصاً الخيرية – والنوادي نلاحظ انها بالمئات. يوم كان الدكتور جميل نعمة مديراً عاماً للامن العام، زاره النائب اوغست باخوس، مستنكراً عدم إعطاء رخصة جمعية خيرية، وشارحاً له ان رجل الاعمال الكبير، المساهم في بنك الاعتمار المصرفي المرحوم بول كبه، قرر انشاء جمعية خيرية على اسم المرحومة والدته حسب وصيتها، الا ان الرخصة متوقفة في الامن العام. والمرحوم بول هو خال المحامية غريس عرب زوجة المحامي قيصر اوغست باخوس. فأجابه المدير العام الدكتور جميل نعمة: "استاذ اوغست نحن نتشدد في إعطاء الرخص للجمعيات الخيرية لان العديد منها تهدف الى جميع الاموال وعدم القيام بأي عمل خيري. انظر الى اسم هذه الشخصية فهي عضو في عشر جمعيات خيرية". وطبعاً وبعد شرح الهدف من انشاء الجمعية وقع الدكتور نعمة على قرار انشائها. والمشكلة في مثل هذه التجمعات انها تفرض اشخاصاً بعضهم لا كفاءة لديهم ولا خبرة. فيتولون المناصب والمراكز في بعض المؤسسات والوزارات، ويدخلونها في الفراغ، واذا انتقدت تصرفاتهم تبدأ الابواق المدافعة عن غير معرفة او عن غير حق، وعلى طريقة عنزة ولو طارت. هذا عدا عن جني الثروات الطائلة والسرقة بالجملة وتوزيع المغانم بالمفرق. الم يكتب غسان كنفاني يوماً:
"يسرقون رغيفك..ثم يعطونك منه كسرة...ثم يأمرونك ان تشكرهم على كرمهم..يا لوقاحتهم".
اليس هذا ما يحصل عندنا في لبنان، والرأي العام يهلل للمسؤول غير الكفوء او الذي يسمعه الكلام المعسول على طريقة اسمع تفرح جرب تحزن؟.
الم يقل الكائب والمفكر سعيد تقي الدين يوماً:
"الرأي العام هذا البغل الكبير...يصعب عليك جر هذا البغل الكبير الى حظيرة الصواب...ولكن اياك ان يجرك بغل فقط لانه كبير".
استفق ايها الشعب، وتبين الصح من الخطأ.