خاص- بين الموت من الكورونا أو الجوع... يعقوبيان تتحدى خطر العدوى!

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 23, 2020

خاص - عبير عبيد بركات

توقّف الملايين حول العالم عن العمل خوفاً من الإصابة بفيروس الكورونا، فالتزموا الحجر المنزلي منتظرين ما ستحمله الأيام المقبلة من بصيص أمل بتوفّر علاجٍ ما أو توقّف إنتشاره، ولا ندري كم ستطول هذه الفترة وما هي تداعياتها على المجتمع اللبناني الذي يعاني أزمة مالية واقتصادية وبطالة قبل أن تكتمل معه بوصول الكورونا.

قد يستطيع أصحاب الدخل الشهري العمل من منازلهم، ولكن كيف سيؤمن المياومون والموظفون خبزهم اليومي؟ كيف سيؤمنون إيجار منزلهم ودفع الفواتير الأساسية؟


أسئلة كثيرة تراود الناس، فالبعض لا يخشى الموت من الفيروس بقدر الموت من الجوع، فهناك ملايين الفقراء في العالم يجوعون ويموتون كلّ يوم بسبب طمع وجشع المسؤولين، وهناك أيضاً الآلاف من المدنيين الذين يُقتلون عند إطلاق الصواريخ والقذائف بسبب النزاعات السياسية والحروب التي يرسمها قادة الدول الكبرى..


ربما حان الوقت أن تعود لنا "إنسانيتنا"، هذا الشعور الذي فقده الكثيرون، وحان الوقت أن نعلّم أولادنا أن يتطوّعوا لعمل الخير ومساعدة الآخرين، فأبطال المعركة اليوم ليسوا السياسيين ولا الأغنياء ولا قادة العالم ولا مخطّطي الحروب.. أبطال المعركة اليوم هم الممرضون والممرضات، والمسعفون والمتطوعون، والمستشفيات والأطباء، الذين يفنون حياتهم من أجل إنقاذ حياتنا.


وفي ظلّ هذه الأوقات الصعبة لتي يمرّ بها لبنان، يحاول الجميع أن يتضامنوا مع بعضهم البعض لعبور هذه المرحلة، فبادرت الحكومة إلى توزيع المساعدات الإجتماعية على المواطنين المحتاجين بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنيّة والجيش اللبناني والبلديات.


ومنذ أيام قليلة، أطلق لبنانيون من كافة أنحاء العالم حملة لجمع تبرعات في برنامج "صار الوقت" للمساعدة على مواجهة فيروس كورونا المستجد، والتعبير عن التكافل مع المصابين بالفيروس، في ظل تراجع القدرة المالية للبلاد، ونقص الموارد على مستوى المستشفيات.


أما النائبة بولا يعقوبيان، فهي عنوان للنشاط الإنساني الخيري وقد أخذت على عاتقها، حتى قبل دخولها المعترك السياسي، مساعدة العائلات الأكثر فقراً وعوزاً في لبنان، وهي تقوم في هذه الفترة الصعبة بتوزيع مساعدات غذائية على آلاف العائلات المحتاجة إيماناً منها أن مَن أحوالهم أفضل من واجبهم أن يلتفتوا إلى الأقل حظاً منهم في هذه الحياة، غير آبهة بالخطر من خلال الإحتكاك بعائلات ربما قد تكون مصابة بالكورونا، وبعيداً عن الإستثمار الإعلامي.


لقد وظّفت النائبة يعقوبيان شهرتها لمساعدة الناس والمجتمع بدلاً من إلقاء الشعارات عبر المنابر الإعلامية، فمساعدة الغير لا تكون حبًّا بالظهور بل هي الصلاة والسعادة الحقيقية، والإنجاز الحقيقي هو الشعور مع الفقير والوقوف إلى جانبه وتقديم يد العون له.


جمعيات كثيرة جمعت الأموال بإسم الفقراء وحصلت على مبالغ طائلة من جيوبنا، ومنها مَن تترأسها زوجات السياسيين، فلماذا لا تبادر بتحركات ومساعدة المحتاجين اليوم؟

Abir Obeid Barakat