كمال ذبيان - الحكومة تضاعف عملها للخروج من الأزمتين الصحيّة والماليّة
شارك هذا الخبر
Friday, March 20, 2020
وباء «كورونا» او «كوفيد - 19»، عدو البشرية وفق توصيف منظمة الصحة العالمية، وباتت مكافحته تحتل المرتبة الاولى بين دول العالم، لا سيما المتقدمة منها، بحيث لم تشهد الكرة الارضية، منذ مطلع هذا القرن، مثله، وما الطب يبحث عن اسباب ظهوره وانتشاره، وتختلف التحليلات العلمية حوله، لكن ثبت للعلماء والخبراء، بانه قاتل ولو بنسبة ما بين 3 و5% من المصابين به.
واتحدت الحكومة اللبنانية، الاجراءات الواجب اتباعها، لوقف انتشار الوباء الغامض، من خلال البقاء في البيت، واللجوء الى التعقيم والنظافة، وعدم التجمع، وعدم اللمس سواء بالسلام او القبلات، اضافة الى وضع مسافة بين الافراد، والابتعاد عن المصابين.
ولم تختلف هذه الاجراءات، عن تلك المتبعة في دول اخرى، سوى بالتقنيات واللوازم الطبية التي يفتقدها لبنان، وفي تجهيز المستشفيات، لكن ما كان مفاجئاً هو المواطنين التزام المنازل بنسبة متقدمة، بالرغم من تعاطي الغالبية منهم باستخفاف مع الوباء، وهو ما حصل في بعض الدول كايطاليا مثلاً، والتي تفشى فيها المرض بسبب الاهمال، اكثر من الصين التي اكتشف فيها، والزمت الحكومة فيها المواطنين على التقيد باجراءاتها، ونجحت في وقف انتشاره، وبات العالم امام نموذجين صيني وايطالي، وفق خبراء متابعين لانتشار الوباء، الذي عطل الاقتصاد العالمي، واوقف الدورة الاقتصادية في خسائر عالية جداً، تقدر بعشرات التريليونات، وهي الى تصاعد اذا لم يتوصل العالم الى لقاح له، والحد من تمدده.
وفي لبنان، الذي كانت حكومته تتحضر لاجراءات وقرارات، تنقذ ماليته العامة، وتوقف انهيار نظامه المصرفي، فان وباء «الكورونا» واجهها، وقد بدأت بقرار اعتبر جريئاً بتعليق دفع سندات «اليوروبوند»، وفتح مفاوضات مع الدائنين، الذين لم يعطوا جواباً بعد حول التوجه الذي يسلكونه نحو المفاوضات او المقاضاة امام المحاكم، يقول مصدر وزاري، ويشير الى ان المعلومات هي نحو المفاوضات، التي ستبدأ بها مؤسستان مالية وحقوقية من قبل الحكومة، التي لن تتوقف عن متابعة ما وعدت به في بيانها الوزاري، حول انقاذ لبنان من الافلاس الذي وصل اليه، بالرغم من ضغط وباء «الكورونا»، الذي يبقى اولوية للحفاظ على حياة المواطنين وصحتهم.
فالحكومة ستواصل جلساتها بطرق صحية، وستكثف اجتماعاتها، لايجاد الحلول المالية والاقتصادية والاجتماعية، مع الشلل الذي اصاب لبنان، وتعطل مؤسساته، وتوقف الواردات، وزيادة البطالة، وارتفاع الاسعار، وهذه ازمات سبقت «الكورونا»، كما الحكومة الحالية، التي كانت تنتظر مساعدات، وقروض، واستثمارات، لكنها توقفت، برأي المصدر، بسبب ما يواجهه العالم، ولم يعد لبنان اولوية، وهو كان قبل ظهور الوباء، وتحركت فرنسا باتجاهنا، واعادت تفعيل مؤتمر «سيدر»، وبدأت شركة «توتال» الفرنسية التنقيب عن النفط في المربع (بلوك) رقم اربعة، وهذه كانت مؤشرات ايجابية، مع انفتاح دول عربية لا سيما خليجية على لبنان لمساعدته، الا ان كل هذا بات مجمداً في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة من تاريخ لبنان، الذي ما على شعبه الا التضامن الوطني والتكافل الاجتماعي، للخروج من الازمة الصحية اولاً والمالية ثانياً والاقتصادية - الاجتماعية ثالثاً.
انه زمن صعب ليس على اللبنانيين فقط، بل على البشرية جمعاء، الا ان لبنان الذي لا يملك احتياطاً مالياً، وتعثر مصارفه، زاد من ازماته، التي لا يمكن مواجهتها في خلافات سياسية، وتحميل المسؤوليات، بل بتضافر كل الجهود، للخروج من المحنة التي نمر بها، اذ يكشف المصدر، بأن رئيسي الجمهورية والحكومة اكدا للوزراء، بأن العمل الحكومي يجب ان يتضاعف، للوصول الى بر الامان.