وول ستريت جورنال- إيران أعطت شراكتها مع الصين أولوية على حياة مواطنيها

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 12, 2020

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الشراكة الاستراتيجية مع الصين تكمن وراء تفشي كورونا في إيران، لافتة في تقرير موسع إلى أن الفيروس انتقل بسرعة من مدينة قم حيث ساعدت المشاريع المدعومة من الصين في دعم الاقتصاد الذي ضربته العقوبات.

ويعيد المسؤولون الإيرانيون أصول وباء الفيروس التاجي في البلاد إلى مدينة قم، حيث العشرات من المعاهد والمزارات الدينية- والتي تنتشر فيها أيضاً مشاريع البنية التحتية المدعومة من الصين التي يعمل فيها عدد كبير من العمال والفنيين الصينيين.

وساعد هذا الرابط القوي بالصين، ومركزه في قم، على إبقاء الاقتصاد الإيراني على قيد الحياة في مواجهة العقوبات الأمريكية. وهو يواجه اختباراً واضحاً مع تفشي الفيروس. فمع أن المسار الدقيق لكورونا غير واضح، يبدو أن شراكة إيران الاستراتيجية مع بكين نسجت شبكة من الاتصالات المحتملة التي ساعدت في تفشي المرض.

قنبلة خطيرة
وقال سانام وكيل نائب مدير شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس: "كانت الصين الشريك التجاري الأساسي، ولكنها في هذه الحالة تحولت إلى قنبلة خطيرة جداً".
وتبني "شركة الصين لهندسة السكك الحديد" سكة حديد عالية السرعة بقيمة 2.7 مليار دولار عبر مدينة قم. ويساعد الفنيون الصينيون في تجديد محطة للطاقة النووية في مكان قريب. وهناك أيضاً طلاب صينيون يدرسون الدين في معاهد قم.

عمال صينيون
ويقول مسؤولون صحيون إيرانيون إن مصدر تفشي المرض قد يكون عمالاً صينيين في قم أو رجل أعمال إيرانياً من قم سافر إلى الصين. ولم يكشف المسؤولون الإيرانيون هوية رجل الأعمال، لكنهم قالوا إنه سافر من الصين إلى قم عبر رحلة غير مباشرة.
ومع تزايد أعداد المصابين في قم التي يسكنها ما يقارب مليون شخص، انتشر الوباء بسرعة، وفرض أعباء على نظام الرعاية الصحية المنهك أصلاً نتيجة العقوبات، وزاد من المشاكل الاقتصادية وأثار رد فعل معادياً للصينيين.
وقالت ربة منزل عرفت عن نفسها باسم السيدة أشتاري: "لم نكن سعداء بكل هذه السلع الصينية السيئة في كل مكان.. والآن أحضروا لنا هذا الفيروس السيئ".

إحصاءات
ووفقًا للإحصاءات الرسمية، توفي أكثر من 350 إيرانياً بسبب الفيروس الجديد. وتقول الحكومة أن 9000 شخص أصيبوا.
ويفيد خبراء الأوبئة أن العدد الحقيقي قد يكون عشرات الآلاف. وحمل مسافرون، ومعظمهم من الحجاج، الفيروس إلى 15 دولة أخرى على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية وحكومات تلك البلدان.

عشرات الإصابات بين المسؤولين
وأصيب عشرات المسؤولين والنواب الإيرانيين بالفيروس منذ بدء تفشي المرض في إيران. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية مساء الأربعاء أن النائب الأول للرئيس إسحاق جهانجيري أصيب مع عضوين آخرين في الحكومة. ونشرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية قائمة تضم 24 مسؤولاً مصابًا بالفيروس، وفي مقدمهم السيد جهانجيري ووزير الصناعة والمناجم والأعمال رضا رحماني ووزير التراث الثقافي علي أصغر منيسان.
وقالت الصحيفة إن الحكومة ردت ببطء على تفشي المرض. فبعد ساعات من الإعلان عن الإصابات الأولى، بدأ الإعلان عن وفيات، مما يوحي بأن الفيروس كان قد انتشر قبل ذلك بأسابيع.

منع سفر
وفي الأول من فبراير (شباط)، منعت الحكومة الإيرانية شركاتها الجوية من السفر إلى الصين. ومع ذلك، منحت استثناء لشركة ماهان للطيران المعروفة بأنها مصدر للنقل الجوي لقوات الحرس الثوري الإسلامي القوية في البلاد.
وتقول الحكومة الأمريكية إن شركة الطيران تنقل أفراداً وأموالاً وأسلحة للحرس، ووفرت وسائل النقل لحزب الله. وبعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس القدس قاسم سليماني الذي كان يسافر مراراً مع شركة الطيران، أعيد نعشه إلى إيران على متن طائرة "ماهان إير".

8 رحلات
وقالت شركة "ماهان إير" في بيان لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنها نفذت ثماني رحلات بين طهران والصين بين الأول من فبراير(شباط) والتاسع منه لنقل الركاب الصينيين والإيرانيين إلى بلدانهم الأصلية. منذ 12 فبراير، قامت شركة الطيران ب 12 رحلة لنقل بضائع - مثل أدوات فحص المرض والأقنعة- إلى إيران واتبعت تعليمات التطهير والنظافة التي أصدرتها وزارة الصحة.


24.AE