خاص- رأي فرنسي بزيارة مشرفية الى دمشق

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 11, 2020

خاص- الكلمة أون لاين


تعلم فرنسا علم اليقين ان عودة النازحين السوريين الى بلادهم يدخل في سياق حسابات لا يستطيع لبنان تخطيها، سيما ان هذا الملف يأخذ طابعا مذهبيا ديموغرافيا ويرتبط ارتباطا وثيقا بحسابات النظام السوري ومستقبله، عدا عن ان مراسيم وقوانين ذات علاقة بالخدمة العسكرية تحول دون عودة هؤلاء، بالتوازي مع المخاطر الأمنية التي تهدد العائدين من خلال اعتقالهم دون معرفة مصير بعضهم لاحقا.

من هنا، ترى اوساط فرنسية متابعة للملف اللبناني ان زيارة وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية، أتت في وقت غير مناسب لأنها لن تحقق أي نتيجة ولو متواضعة في ملف عودة النازحين السوريين، على ما تم الإعلان في عنوان زيارته الى دمشق.

فالموضوع هذا خضع لتفاهمات اقليمية ودولية عدة، دون تحقيق اي نتيجة، نظرا للعوائق الكثيرة التي وضعها النظام الرافض لعودتهم، سواء كان ذلك قبل الانتخايات السورية ام بعدها، لأن بقاءهم خارج بلدهم يخفف من الثقل المذهبي في المجتمع السوري.

وفي رأي هذه الأوساط الفرنسية، فإن باريس الحريصة على استقرار لبنان والتي تعمل لدعمه على اكثر من صعيد، تجد ان هذه الزيارة تحيي الانقسام الداخلي اللبناني حول هذا الموضوع، وتستفز دولا عربية مثل السعودية، التي حتى حينه لا تؤيد الانفتاح على سوريا، في حين ان معظم الدول ترى أن الرئيس السوري بشار الأسد يفتقد للمشروعية العربية والدولية نتيجة اخراجه من الجامعة العربية، وكذلك وجود قرارات دولية بحقه وبحق مسؤولين في النظام.

ورغم ان فرنسا على تواصل مع حزب الله وتنسق معه على اكثر من صعيد او ملف، فإنها تسجل عليه هذه الاندفاعة الخاطئة باتجاه ارساء العلاقة مع سوريا نتيجة التزامات ايرانية، في حين ان عليه في هذه المرحلة أن يقدّم الاعتبارات اللبنانية، بهدف ترسيخ مناخ الاستقرار والهدوء، في ظل التراجع الاقتصادي الاجتماعي في البلاد وتأثير ذلك على الحياة العامة.ن

وتكشف الأوساط ان وفدا فرنسيا زار دمشق في الخميس الأول من شهر آذار عام 2019، وكان في عداد الوفد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بهدف التنسيق مع النظام حول مواضيع عدة تحدث عادة في مراحل الحروب بين مجموعات غير سياسية من الجانبين ، لكن الوفد الفرنسي عاد دون اي تفاهم نظرا لتمسك سوريا بمطالب لا تستطيع فرنسا الموافقة عليها في ظل المناخ الدولي والأميركي المعادي لها.

اذ توزعت المطالب السورية يومها بين عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتفعيل دور السفارة الفرنسية في دمشق من خلال وجود طاقم دبلوماسي كامل يترأسه سفير، كما طالبت سوريا باعتراف فرنسي بمسؤووليتها عن دعم مجموعات في الحرب، اضافة الى عدد من المواضيع الأقل حرجا، لكن الفريق الفرنسي الذي كان يبحث مع سوريا ملفات عدة بينها المقاتلون الفرنسيون، عادوا دون تفاهم نظرا لهذه المطالب التي لن يقبل بها المجتمع الدولي.

لذلك، ترى الوساط أن هذه الزيارة كان يمكن عدم حصولها، سيما ان لبنان بحاجة الى التأكيد على انخراطه في منظومة المجتمع الدولي والعربي وعدم اعتماد اي تحدّ، كما أن على حكومته ان تنصرف لبداية العملية الاصلاحية والمعالجات الاقتصادية، لأن ذلك قد ينعكس عدم تعاون دولي مع لبنان واحراجا لباريس التي تبدي اهتماما بالملف اللبناني انطلاقا من جملة زوايا، وحرصا على تنوع مجتمعه وحماية عدد من مكوناته اضافة الى حرصه على العلاقات بين البلدين.


سيمون أبو فاضل