خاص - تحالف قوى الثورة قيد الانشاء.. استعدادا للأسوأ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 9, 2020

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

لم تخرق التحركات الخجولة التي شهدتها بعض المناطق اللبنانية خلال هذا الأسبوع، المراوحة القاتلة التي تطبع حركة مجموعات القوى الثورية التي كانت تتصدر المشهد العام في البلد قبل أشهر معدودة من دون استئذان. فتسارع الأحداث والتطورات في مسار دراماتيكي، سبق هذه المجموعات التي وجدت نفسها في وضع صعب. فلا هي قادرة على مواصلة التصعيد في الشارع ما يؤدي لشلل اضافي للبلد المنهك الذي لم يعد قادرا على سداد ديونه، ولا هي قادرة على الانسحاب كليا من الساحات ما يقضي على كل "الانجازات" التي حققها "الثورة" أقله على صعيد خلق رأي عام يُحاسب، ما يجعل القوى السياسية المرتكبة تعد للعشرة او المئة قبل مواصلة ارتكاباتها.
واذا كان الكثير من اللبنانيين عادوا خطوات الى الوراء في مجال دعمهم "الثورة" والمشاركة فيها نظرا الى انها برأيهم سرّعت الانهيار الذي يدركون انه كان مقبلا نتيجة تراكمات ارتكابات قوى السلطة على مر أكثر من 30 عاما، فان قسما آخر منهم لا يزال يتمسك بها سعيا وراء قلب الطاولة كليا على المرتكبين تمهيدا لبداية جديدة ومشرقة.
ولا تنكر مصادر قيادية في قوى الثورة انسحابها قليلا الى الخلف في الاسابيع الماضية، نافية أن يكون السبب خلف ذلك الخوف من مساهمتها في تسريع الانهيار الذي انطلق بقوة، كاشفة لـ"الكلمة اونلاين" عن "عمل مضني يحصل لتوحيد الصفوف ولم الشمل"، قائلة:"الثورة بطور اعادة التنظيم بعدما شعرنا بحاجة ورغبة جدية لدى مختلف المجموعات بتوحيد الاهداف والخطوات...وقريبا انشالله سيسمع اللبنانيون أخبارا سارة لجهة الانتهاء من انشاء تحالف قوى الثورة".
ويُتابع "الثوار" عن كثب، بالتزامن مع انكبابهم على اعادة تنظيم صفوفهم استعدادا لاطلاق موجة "ثورية" جديدة، ما يقولون انه "تخبط" قوى السلطة الذي تجلى بـ"التخبط الحكومي باتخاذ القرار بشأن استحقاق سندات اليوروبوند، ما دفعهم لتأجيل البت به حتى ايام وساعات معدودة من موعده". وتقول المصادر الثورية في هذا المجال:"أصلا لم نكن ننتظر من حكومة المستشارين غير ذلك، فللأسف لا قدرة لها على اتخاذ القرارات لأن كل وزير ينتظر ما ستمليه عليه مرجعيته السياسية.رغم احترامنا لكثير من الوزراء، لكنهم كلهم من دون ركب. المرحلة استثنائية تتطلب أشخاصا استثنائيين قادرين على اتخاذ القرارات التي تحقق المصلحة العليا للبلد من دون النظر الى الخلف او الالتفات يمينا وشمالا".
وتعتبر المصادر أن رئيس مجلس الوزراء حسّان دياب مهّد مؤخرا لقرب انهيار حكومته باعلانه أمام الملء عدم قدرته على حماية اللبنانيين، لافتة الى ان سقوط هذه الحكومة لن يتم بقرار منها بل بضغط الشارع الذي سيكون أقوى من أي وقت مضى. وهنا ينبه "الثوار" من "ثورة جياع" ستطيح بالأخضر واليابس وتدفع بالغالبية العظمى من اللبنانيين الى الشوارع، وتضيف المصادر:"الأحداث والاستحقاقات المالية والاقتصادية المنتظرة اضافة للأخطاء المرتقبة التي ستقترفها الحكومة والقوى السياسية بمحاولة لاستيعاب الوضع، هي التي ستحدد نقطة الصفر لانطلاق موجة ثورية جديدة ستكون هذه المرة غير كل ما شهدناه في الاشهر الماضية. فثورة الجياع لن تعرف ضوابط. لا الجيش ولا القوى الامنية الأخرى ستكون قادرة على التصدي لها..أما ما يؤخرها حاليا فقيم المجتمع اللبناني الذي يعتبر انه قادر على الصمود بالمعونات التي يحصل عليها من هنا وهناك والتي ستنفذ قريبا...عندها تنطلق صفارة البداية".
هذه الصورة السوداوية يمكن تجنبها، بحسب المصادر، من خلال قيام حكومة جديدة بمعايير مختلفة يتمثل فيها الثوار بأسرع وقت ممكن، لتكون قادرة على استعادة ثقة الناس والمجتمع الدولي في آن..حكومة تعي قوى الثورة انها لن تقوم بقرار من قوى السلطة الحالية بالاطاحة بحكومتهم، انما بقرار من الشارع والناس سيُتخذ عاجلا أم آجلا. وتختم المصادر قائلة:"نحن لا نزال في مرحلة الانتفاضة. الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد لكنها باتت أقرب من أي وقت مضى".