التايمز- اتفاق في غياب السوريين

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 6, 2020

في التايمز، نُشر تحليل عن الاتفاق التركي الروسي لوقف إطلاق النار في إدلب. كتب التحليل من بيروت مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، ويقول فيه لطالما أكدت الجهود الدبلوماسية أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، ولكن الاتفاق الذي عقد في موسكو "يعيد تذكيرنا بأن القوة إنما تنبع من فوهة المسدس".

ويضيف سبنسر أن "النظام السوري المدعوم من إيران والمليشيات الشيعية والقوات الجوية الروسية تمكن خلال السنوات السبع الماضية من دحر قوات المعارضة"، ويتابع و"لكن تركيا تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو. وحين قررت أنقرة أن توجهه هذا الجيش ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كان التأثير واضحاً للعيان. سقطت طائرات النظام السوري، ودمرت أنظمة الدفاعات الجوية الروسية من قبل الطائرات من دون طيار التركية، والتي صورت العملية في مقاطع فيديو تم تناقلها لعدد لا يحصى من المرات على مواقع التواصل الاجتماعي".

ويقول سبنسر إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليست لديه رغبة في قتال تركيا، ولهذا كان عليه أن يستجيب لبعض مطالب رجب طيب أردوغان، إن لم يكن كلها. وما يريده الرئيس التركي، هو منطقة آمنة ونهاية لضغط تدفق اللاجئين على حدوده الجنوبية. وباختصار، فإن أردوغان حصل على اتفاق ضمنه له الجيش التركي".

ويمضي سبنسر قائلاً إن اتفاق موسكو غاب عنه تماما ذكر الحكومة السورية، وهذا حسبما يرى "هو الثمن الذي تدفعه حين يكون جيشك غير قادر على القيام بما يتوقع منه، حينها يتم حذفك واستبعادك من السجلات".

ويرى سبنسر أن الاتفاق مناسب لكل من بوتين وأردوغان، وبوتين "هو في النهاية الرابح، وقد كان على أردوغان أن يتخلى عن الأمل بدفع حدود المنطقة الآمنة إلى ما كانت عليه في عام 2018 ، ولكنها كانت نتيجة ناجحة بالنسبة للطرفين".

أما بالنسبة للسوريين، يقول سبنسر فلم "يتوضح في ما إن كان أي من طرفي النزاع ( الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا) قد تمت استشارته بشأن الاتفاق".

ويشير الكاتب إلى أن الاتفاق "كُتب بثلاث لغات: الروسية والتركية والإنجليزية، من دون أي إشارة أو وجود للغة العربية. اللغة التي يتحدث فيها الطرفان اللذان يفترض أنهما جهتا النزاع".

ويختتم سبنسر تحليله بالقول "ربما من الصعب أن يكون هناك مثال أوضح من هذا على أن السوريين ليس لهم كلمة في الحرب التي قتلت الكثير منهم".