خاص ــ لبنان والامارات... قصةُ شعبٍ واحدٍ موحّد!

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 14, 2020

خاص ــ الكلمة اونلاين

سمانتا مارتين


طالما وقفت الإمارات العربية المتحدة إلى جانب لبنان وشعبه، وهي شكّلت، ولا تزال، ملاذاً احتضن عددا كبيرا من اللبنانيين وفتح أمامهم فرص العمل والنجاح.

قصة الشعب اللبناني مع الإمارات بدأت منذ فترة طويلة، إذ كانت وجهة أساسية لمن أراد ترك البلد إبان الحرب الأهلية، حيث أقدم عدد كبير من اللبنانيين على نقل أعمالهم إلى دبي والشارقة وأبو ظبي واستمروا في ذلك طيلة السنوات اللاحقة. وقد تعاقبت أجيال على العمل في الإمارات، وساهمت الأموال التي أرسلها المغتربون إلى ذويهم في دعم لبنان إقتصادياً واجتماعياً.

التقديرات تشير إلى وجود أكثر من مئتي ألف لبناني في الإمارات حسب ما يقول سفير لبنان في الإمارات السيد فؤاد دندن ، ويشكلون واحدة من أكبر تجمعات العرب في هذه الدولة الخليجية، ومن الملاحظ أن غالبية المغتربين اللبنانيين في الإمارات العربية المتحدة هم من اصحاب الكفاءة والاختصاص، ويتركز نشاطهم بشكل اساسي على الأعمال التجارية والإعلام والطبّ والفن...

وفي السياق، تبرز أسماء لبنانية كثيرة مؤثرة في الإمارات، منها على سبيل المثال لا الحصر شارل حجا وهو رئيس مجلس العمل اللبناني في دبي ، سفيان الصالح رىيس مجلس العمل في ابو ظبي ،بيار شويري رئيس مجلس إدارة ورئيس تنفيذي لمجموعة شويري، وهو نجل الراحل أنطوان شويري، إيلي خوري وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة أومنيكوم ميديا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2006، فريد شديد رئيس مجلس إدارة ورئيس تنفيذي - مجموعة شديد كابيتال القابضة، رفيق فقيه مالك ومدير عام شركة الإمارات للوجبات السريعة.... وغيرهم الكثير.

وفي الإمارات يوجد عدد كبير من الشركات اللبنانية، ففي المنطقة الحرة بجبل علي وحدها، وهي المركز الاقتصادي الهام في دبي، يوجد أكثر من 15،000 شركة لبنانية.

وقد استقطبت أسواق دولة الإمارات استثمارات لبنانية مباشرة زاد رصيدها على 2.2 مليار دولار حتى مطلع عام 2018 بنسبة نمو سنوية فاقت 39%، وهي موزعة على قطاعات حيوية مثل القطاع المالي والعقارات وتجارة الجملة والتجزئة والصناعات التحويلية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعليم والخدمات اللوجستية وغيرها، وفق ما كشف وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري في مؤتمر الاستثمار الإماراتي اللبناني الذي عقد في تشرين الأول الماضي، مشيرا أيضا إلى أن رصيد الاستثمارات الإماراتية المباشرة في لبنان حتى عام 2016 وصل إلى أكثر من 7.1 مليار دولار، شملت قطاعات مهمة أيضاً مثل عمليات الموانئ البحرية وصناعة الأدوية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والنقل الجوي والسياحة والضيافة والأنشطة العقارية والخدمات المصرفية والطاقة والصناعات البتروكيميائية.

وبالإضافة إلى الاستثمارات، موّلت الدولة الخليجية تأسيس سلسلة مدارس في المناطق اللبنانية كافة، كمدرسة الإمارات في بلدة القادرية، ومدرسة المرج في البقاع الغربي، بالإضافة إلى 32 مشروعًا إنمائيًّا في الضنية والمنية وقرى وبلدات عكار، فضلًا عن مشاريع تم افتتاحها في قرى البقاع الغربي (‏القرعون وبعلول ولالا)، ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في شبعا، وحديقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في صيدا، وذلك بهبات ومكرمات من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.

ولا بدّ من الإشارة ايضاً إلى أن الإمارات العربية المتحدة قدّمت الدعم للجيش وقوى الأمن اللبنانية بما يعادل 200 مليون دولار، مناصفة بين المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية "دعما لضمان استقرار لبنان وأمنه".

هذا ولم تدخر الإمارات جهدا من أجل مساعدة لبنان، منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى عام 1974، نجد أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، قدّم في حينها 510 ملايين ليرة لبنانية كمساعدة، وليس كقرض، لتمويل مشروع الليطاني، مع العلم أن هذا المبلغ كان يساوي آنذاك أكثر من ربع مليار دولار، وفي العام ذاته قرَّر الشيخ زايد الإسهام في الخطة الدفاعية للبنان، بمساعدة بقيمة 600 مليون ليرة لبنانية، أي ما يوازي 300 مليون دولار. ومن المحطات الأساسية على هذا الصعيد، تقديم الشيخ زايد عام 1990 مساعدة بقيمة خمسة ملايين دولار لإعادة ترميم وبناء القصر الجمهوري في بعبدا، الذي دمرته الحرب الأهلية. كل هذا بالإضافة إلى مساعدات مالية طيلة السنوات الماضية، واكتتاب بسندات الخزينة لدعم الخزينة اللبنانية.كما تندرج المبادرات الإنسانية التي يقدم عليها سفير دولة الإمارات المتحدة ف بلبنان ،في خانة ترجمة سياسة بلاده تجاه اللبنانيين دون تفرقة بينهم.

اذ يأتي هذا الموضوع في إطار التوطئة لسلسلة لقاءات اجراها موقع الكلمة اون لاين مع مسؤولين لبنانيين تميزوا بنجاحهم في الإمارات على عدة أصعدة وسيتم نشرها بالتتابع ...